يجسد التشكيلي نذير ياوز الصورة الأنموذج لروح وعطاء وثقافة الفنان الحقيقي.. والمبدع الأصيل.. الذي جعل من الفن وسيلة لتعزيز دور الثقافة في النهوض بالمجتمعات.. وأداة لرسم البسمة على وجوه البشر المتعبين. وقد مثلت المسيرة التشكيلية لنذير ياوز.. رحلة من العطاء الفني الذي لا ينتهي.. منح فيها الكثير للمشهد الفني العربي والسعودي.. وعمل خلالها على إثراء الحركة التشكيلية عبر عضويته بالكثير من المؤسسات والمنظمات الفنية.. وعبر الجاليري الخاص به في مركز أدهم للفنون بجدة. وكما استطاع أن يكون مجدداً في ممارسته للفن.. فقد أثبت للوسط الفني السعودي، بأنه يمتلك أدوات التجديد في شتى المناحي المتعلقة بالفنون التشكيلية.. واستطاع أن يضع رؤية فنية مختلفة ولافتة في تنظيم المعارض الفنية.. وقد ظهرت رؤيته الخاصة تلك في معرض "نيجاتيف" الذي أقيم مؤخراً في جاليري النقطة البيضاء الذي يمتلكه ويديره "ياوز" في مدينة جدة. ففى ذلك المعرض فاجأ الفنان نذير ياوز الحضور جميعا بعرض مختلف للوحات أربعة عشر فنانا وفنانة تشكيلية.. وأقام المعرض بفكرة جديدة وهي أن جميع الفنانين لا يعرفون أين هي لوحاتهم.. فمقاسات اللوحات موحدة.. وجميعها مغلفة.. فلا يعرف أي فنان أين لوحته.. ليشارك الجميع في رفع الأغلفة عن لوحات بعضهم البعض.. في فكرة حظيت بإعجاب بالغ من الحضور. وتتعدد أوجه التميز الذي يتفرد بها الفنان نذير ياوز.. وهو الأمر الذي جعل الجميع يطلقون عليه عاشق اللون.. ويعرف "ياوز" فى الأوساط الفنية بعشقه لفنه.. وإخلاصه للحركة التشكيلية.. وسعيه الدائم للابتكار والتجديد من أجل إثراء المشهد التشكيلي.. وتحقيق مزيد من الحراك الفني. وهو بجانب فنان سعودي تشكيلي له رحلة طويلة في مجالات الفنون، فهو أيضا فوتوغرافي بارع، ومصمم رقمي، ومعلم فنون مخلص لمهنته.. وقد عرف بدعمه ورعايته للكثير من الفعاليات التشكيلية العربية والمحلية، وذلك في إطار حرصه على نشر الثقافة الفنية المعاصرة بكل صورها. وقد نجح الفنان نذير ياوز عبر مسيرة فنية بدأها في العام 1992، في المشاركة ب 2215 معرضا ومسابقة تشكيلية وفوتوغرافية داخل المملكة العربية السعودية.. وبجانب معارض الفنية الخاصة فقد طافت أعماله الفنية قارات العالم عبر مشاركته في أكثر من 25 معرضا تشكيليا خارج المملكة العربية السعودية.. ونال أكثر من خمس عشرة جائزة. وقد أقيم المعرض الأول للفنان نذير ياوز، في العام 2005، ونظمته جمعية الثقافة والفنون بمنطقة مكةالمكرمة، وقد احتوى المعرض آنذاك على أعمال تجربة "ياوز" التي تجردت فيها حواسه ومشاعره.. وبقي نذير ياوز حريصا في كل أعماله على النظر بالكون من حوله.. محاولا قراءة الأشياء والتعمق بتفاصيلها والولوج بفكره لداخلها لاستنطاق جوهرها. وقد حظيت الأعمال التشكيلية للفنان نذير ياوز باهتمام الكتاب والنقاد، وذلك لتميزها بانسيابية الخطوط، وتجسيدها لأحاسيس ومشاعر البشر، واحتفائها بالأرض والطبيعة والوطن وتسجل لحظات مدهشة ك "هتان المطر وعطشه وشغفه للأرض" .. و"الغوص في أعماق الزهور "لتقديم أعمال تدعو المتلقي لقراءة اللوحة من أكثر من زاوية.. وتبدو لوحاته وكأنها عزف على أوتار الموسيقى.. حيث امتلك الفنان نذير ياوز أدواته الفنية بقوة جعلت ممارسته للرسم كموسيقي يعزف موسيقاه بشغف.. ويُطرِب بألحان ألوانه كل من يشاهد لوحاته التي اختلطت فيها الألوان بالألحان.. لتشكل معزوفات تشكيلية متفردة بمفرداتها وموضوعاتها وخطوطها وتناغم ألوانها. من أعمال نذير ياوز التشكيلي نذير ياوز