في التاسع والعشرين من شهر يونيو 2019م وفي قمة أوساكا لمجموعة العشرين، تسلم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزارء وزير الدفاع - رئاسة المملكة لأعمال القمة القادمة، التي عقدت يوم أمس السبت افتراضياً من العاصمة الرياض. أكثر من عام مضى على رئاسة المملكة لأعمال التجمع الدولي الأكبر، واجه العالم فيه أكبر تحدٍ في العصر الحديث أثر على كل الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، وعقدت خلاله قمتان افتراضيتان، الأولى القمة الاستثنائية الافتراضية في 26 مارس 2020م، لمناقشة وتنسيق الجهود العالمية لمكافحة جائحة كورونا والحد من تأثيرها الإنساني والاقتصادي، والثانية التي بدأت أعمالها يوم أمس افتراضياً من الرياض. أكدت خلالها المملكة على قيادتها الملهمة لأكبر تسعة عشر اقتصاداً حول العالم، وواجهت تحديات الكورونا بكل عزيمة واقتدار ومسؤولية، ووضعت على رأس أولوياتها حماية الأرواح والاقتصادات من الجائحة، ومن ذلك التقدم بإطار عمل لهيكلة ديون الدول الفقيرة والالتزام بمبادرة تعليق المدفوعات مراعاة لتأثيرات الجائحة. وإذ قررت المملكة تنسيق أعمال مجموعة العشرين تحت شعار "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع" فقد رافق ذلك عقد وتنظيم العديد من اللقاءات والمؤتمرات تناولت العديد من المحاور التي تعود بالنفع على البشرية، منها: توظيف الشباب وتهيئتهم لسوق العمل، خاصة الفئات غير المنخرطة بالتعليم أو التدريب، إتاحة الفرص للجميع، خاصة الشباب والنساء والمنشآت الصغيرة والمتوسطة وتفعيل التقنية لتعزيز الشمول المالي لهم، تمكين المرأة من خلال إزاحة التفاوت الاقتصادي بين الجنسين، ودعم المبادرات التي تصب في مصلحة المرأة، دعم أسواق المال المحلية، ومكافحة المخاطر التي تحيط بالاستقرار المالي، الاستثمار في البنية التحتية، وتطوير أطر فعالة لمشاركة القطاع الخاص في تمويل البنية التحتية، تحقيق الأمن الغذائي، والوصول إلى إدارة مستدامة للمياه، تفعيل دور التقنيات الناشئة لخدمة الاقتصاد الرقمي، وتحسين آليات الأنظمة الاقتصادية العالمية، مكافحة الفساد ورفع مستوى النزاهة - خصوصاً والمملكة تمتلك تجربة لافته في مكافحته -، تطوير العملية التعليمية وإتاحتها بشكل عادل وفعّال، تعزيز أنظمة الرعاية الصحية، والتأهب للأوبئة والتهديدات الناشئة على مجال الصحة. تتطلع شعوب كوكبنا إلى صدور بيان يؤكد عمل هذه الدول القيادية على حل مشكلات البشرية، وقيادته نحو بر الأمان، فالتعاون الدولي وتحت ظل قيادة حكيمة سوف يقود البشرية نحو مزيد من السلام والازدهار الاقتصادي، والتعاون المبنى على تبادل المصالح والنمو المتواصل. تؤكد المملكة بقيادتها مختلف مسارات وفرق أعمال القمة أنها عنصر فاعل في المجتمع الدولي، وأنها حريصة كل الحرص على مصالح البشرية أجمع، وما نجاح أعمال سنة رئاسة المملكة واستمرارها رغم جائحة الكورونا إلا تأكيد حقيقي على رسوخ هذه الرؤية، واستمرارها رغم ظروف التحديات والتغيرات الدولية.