مع اندلاع الأزمة المالية العام 2008م انطلقت تقنية الحوسبة السحابية Cloud Computing System التي أصبحت مصدراً تقنياً مهماً في ذلك الوقت. من هذا المنطلق يمكن أن تصبح أزمة كوفيد 19 نقطة انعطاف مماثلة لتطبيقات تقنية الذكاء الاصطناعي. إن الأزمات الكبيرة تجلب التغيير السريع لمواجهتها، ومحاولة إيجاد حلول لها، وربما تداعيتها، من هنا بدأت الجهود لتسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لاكتشاف عقاقير جديدة سواء كانت لقاحات أو علاجات، حيث تقوم الشركات القائمة بتكوين شراكات مع مراكز الأبحاث لإيجاد علاجات مناسبة لهذا الفيروس، وشركات تقوم بدراسة الأدوية الحالية وتحليلها بشكل دقيق؛ كي تثبت أنها قادرة على مواجهة المراحل الأولية للمرض. كما نشاهد الآن سباقاً ماراثونياً أبطاله الشركات الناشئة لإيجاد حلول فورية بديلة لإكمال نشاطها الوظيفي، حيث تبحث عن موظفين مؤقتين، بالإضافة أنها تستخدم الروبوتات الآلية كعنصر مساعد لدعم الشركة في نظام التواصل الذي يحتاج إلى موظفين لمركز الاتصال للتواصل مع العملاء بشكل مستمر، في نفس الوقت الذي تخضع فيه هذه الوظائف بشكل متزايد للأتمتة وتستمر أدوات تقنية أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين نظام الأتمتة، على الرغم من أن الظروف الراهنة تدفع إلى توقف العمل، إلا أنه من الممكن أيضًا أن تؤدي هذه الإجراءات إلى مزيد من الجهود لتضمين الأتمتة. لقد أثبتت تقنية الذكاء الاصطناعي فائدتها في تقليل الوقت اللازم بشكل كبير؛ لتحديد الأدوية المرشحة المحتملة، مما يوفر سنوات طويلة من البحث، فقد أثبت الذكاء الاصطناعي قدرته في فحوص كوفيد 19، ودعم اتخاذ قرارات التصوير المقطعي المحوسب، وأتمتة عمليات المستشفيات، حيث تم تنفيذ مجموعة من وظائف الرعاية الصحية بواسطة الروبوتات، بدءاً من التشخيص، ومراقبة درجة الحرارة، ووضع خطط العلاج. يعد الذكاء الاصطناعي أحد أنواع العلوم الحديثة التي انتشرت على نطاق واسع في الآونة الأخيرة، حتى إنه دخل في كثير من المجالات الصناعية والبحثية، وعلى رأسها الروبوت والخدمات الذكية للحكومات والشركات. إن المملكة عازمة على تطوير الحاضر الرقمي وبناء مستقبل يعتمد على الذكاء الاصطناعي والابتكار، الأمر الذي يعزز من مسيرة المملكة ورسم مستقبلها نحو الريادة في مجال التقنية والابتكار في المجالات كافة، بما يضمن ريادتها العالمية في هذا المجال.