يمكن أن نعتبر الناقد الفني بمثابة دارس متمعن في مكنون العمل الفني، سواء كان لوحة أو منحوتة أو غير ذلك بحيث؛ يتم تفكيك عناصر العمل الفني لتحليل مكوناته ومعرفة العلاقات التي يتم من خلالها إنشاء وحدة العمل الذي انطلق من خلاله الفنان عندما واتته الفكرة التي قام العمل عليها، لتوضيح أسباب التفات المتلقي لعمل فني دون آخر.. بالسلب أو بالإيجاب. يقول أندري تاركوفسكي "التعليم للتفكير الفن للشعور". ويقول آرنست ليفي: "ستبدأ الإنسانية بالتحسن عندما نأخذ الفن على محمل الجد كما الفيزياء أو الكيمياء أو المال". لهذا تعتبر دراسة النص الفني للعمل الفني، أقرب ما تكون إلى دراسة النص الأدبي، أو الرواية المسرحية، وغيرها من الفنون التفاعلية التي يتم تذوقها استشعارًا.. حسيًا.. وتفاعلاً معنويًا.. يساعد المتلقي على الوصول إلى محتوى العمل وفكرته والرسالة التي يريد الفنان إيصالها للمجتمع من خلال العناصر الفنية كاللون والأسلوب والمحتوى؛ بحيث تتم المتابعة البصرية من خلال الانعكاسات التي يستشعرها المتلقي أو الناقد أثناء تجواله البصري بين مكونات العمل الفني؛ وبناء عليه تنشأ علاقة لا مرئية تتفاعل في ذات الناقد.. تدفعه إلى صياغة العبارات اللغوية المناسبة والأفكار الذاتية الناتجة من تحليل عناصر اللوحة وفك رموزها. فتتكوّن نظرة الناقد إلى العمل الفني من واقع تفاعله معه واستشعاره أبعاده، يعبر عن ذلك باستخدام الاختيارات اللغوية على سبيل المثال توضيح أسباب اختيار المجموعة اللونية، والتأثير الناتج منها، وتحديد خواصها، والفروق بين الرموز والدلالات وأسبابها، وهذا الأمر؛ يؤكد نجاح الفكرة أو عدم اكتمالها كنص فني يحمل في محتواه كافة الجوانب التي تعزز قيمة العمل الفني وتضفي عليه خصوصية التجانس بين العمل الفني وبين المتلقي.