فجأة وبدون سابق إنذار، أصبح نادي الشباب حديث العالم، وبالتحديد بعد أن أعلن رئيس النادي خالد البلطان عن التوقيع مع النجم العالمي بانيغا، رفيق ميسي في منتخب الأرجنتين، الذي يرتدي شعار أشبيلية الأسباني «ثالث الدوري الأسباني خلف الريال وبرشلونة»، وسبق له اللعب مع بوكا جونيور الأرجنتيني واتليتكو مدريد وفالنسيا الأسبانيين وانتر ميلان الإيطالي، وتناولت وسائل الإعلام العالمية الخبر باهتمام بالغ وبصدمة كبيرة، حتى بات اسم «الشباب» الأكثر تداولاً. خالد البلطان أهدى لملاعبنا لاعباً عالمياً عظيماً، قال الأسطورة ميسي عنه ذات يوم: «من دواعي سروري اللعب بجانب بانيغا، إنه يساعدك بحيث يصبح كل شيء أسهل»، ولا أبالغ إن قلت بأنها أفضل صفقة في ملاعبنا خلال العقود الأخيرة، وستجني الكرة السعودية ثمارها من خلال تسليط الأضواء على ملاعبنا ومبارياتنا في الفترة المقبلة بشكل أكبر، وهنا لابد أن ننسب الفضل لأهله، لأن وجود بانيغا في ملاعبنا يحسب في المقام الأول والأخير لدعم سمو ولي العهد -حفظه الله- للرياضة السعودية وأنديتها، حتى أضحت مقتدرة مادياً وتحولت بيئتها إلى جاذبة للاعبين والمدربين العالميين. أما الشباب فهو الرابح من دون أدنى شك، لا أتحدث عن القيمة الفنية للاعب التي ستغير شكل الفريق ولا عن إمكانياته الهائلة فقط، بل إن صفقة كهذه لها أبعاد أخرى خارج الملعب، على صعيد التسويق والاستثمار وحتى الجماهيرية وغير ذلك، لأن بانيغا من نوعية اللاعبين الذين يمتلكون شعبية حول العالم، كما أن وجود بانيغا سيغري آخرين بالانضمام للشباب، وسيسهل مهمة الإدارة في مفاوضاتها مع لاعبين أجانب آخرين، ولا يمكن إغفال استفادة لاعبي الشباب خصوصاً الشبان من لعبهم وتدربهم مع بانيغا، بالتحديد ناصر العمران وتركي العمار اللذين سيلعبان إلى جانبه، وعبدالله الحمدان الذي سيوجد أمامه. خالد البلطان أنجز صفقة ذكية مليئة بالإيجابيات، وبرهن من خلالها على حنكته ودهائه، ورد بالعمل وليس بالكلام على من ظل طوال الأيام الماضية «يغمز ويلمز» حول أنه ليس كالسابق، وصادق على كلامي في وقت سابق بأنه ليس من نوعية الرؤساء الذين يقبلون بأن يكونوا «ضيوف شرف»، ووجه رسالة عملية لهم عنوانها «أنا هنا». على الرغم مما كتبته في المقال حتى الآن، إلا أنني أشعر بأنني لم اعطِ صفقة بانيغا حقها، في المقابل تخيلوا بأن معظم وسائل إعلامنا المحلية لم تستوعب قيمة الصفقة بالنسبة للشباب وللدوري السعودي بأكمله، ومر الخبر عليها مرور الكرام، بل إن هنالك من الزملاء الإعلاميين من قلل من قيمة اللاعب ووضع فيه ألف عيب لأنه لم يأتِ لناديه المفضل، ومنهم من يجهل بانيغا وغير مطلع على الدوريات العالمية وتجده ينتقد الصفقة، على الرغم من أنه لا يعرف في اأي خانة يلعب ولا يعلم عن مشواره في الملاعب، والأكيد أنه لا يدري بأن بانيغا يقدم مستويات كبيرة في الدوري الأسباني، وساهم في وجود إشبيلية بالمركز الثالث، بصراحة شيء مستفز أن تشاهد ناقداً أو إعلامياً يعترض على تعاقد الشباب مع لاعب أرجنتيني دولي ومبدع في إسبانيا، وكان هدفاً لأرسنال الإنجليزي، شوية احترام لعقولنا يا جماعة!