يضيّق الرئيس ترمب الخناق على الجمهوريين الذين بدؤوا يظهرون تململهم من امتناع ترمب عن القبول بنتيجة الانتخابات رغم فشل كل المعارك القضائية التي خاضها. ففي ميشيغان التي أسقط فيها محامو ترمب ادّعاءاتهم بعد فشلهم في إثبات أي مزاعم تزوير، في حين يغرّد الرئيس ترمب دون اهتمام بالحقائق والنتائج القضايا قائلاً «لقد فزنا في ميشيغان» رغم أن النتيجة أكدّت خسارته وهي نتيجة صدّقتها الهيئة الانتخابية للولاية. وفي جورجيا التي طالب فيها ترمب بإعادة عملية العد، ليقوم الموظفون في الولاية بإعادة عدّ 5 مليون صوت بأيديهم لتجنّب أخطاء الالات، ولم تظهر النتيجة أي خلاف بل أكدّت فوز جو بايدن مرة أخرى. وفي بنسيلفانيا وويسكانسن أريزونا ونيفادا أيضاً، تنازلت حملت ترمب عن القضايا بسبب تخوّف المحامون من الكذب تحت القسم بعد أن فشلوا في إيجاد أي أدلة على حدوث حالات تزوير. أما حملة ترمب، فاستخدمت آخر دولار بقي من أموال المتبرّعين للحملة الرئاسية في المحاكم القضائية دون أن تتمكن من إحداث أي تغيير في النتيجة حتى في جورجيا التي فاز فيها بايدن بفارق صغير جداً. إلا أن تعنّت الرئيس ترمب وإصراره على موقفه حتى بعد فشل محاولاته القضائية بات يخوّف الجمهوريين الذين يرون أنفسهم اليوم بين نارين، فمن جهة بات الحزب الجمهوري يخشى من المستقبل ومن أن يكون الحزب الجمهوري متهماً بالتشكيك بالعملية الانتخابية الأميركية ومن جهة ثانية يخشى الحزب من تغريدات ترمب النارية التي قد تكلّف من يواجهه مستقبله السياسي وقد تكلّف ميتش ماكونيل، زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الغالبية الجمهورية في المجلس في ظل هجوم الرئيس ترمب على جمهوريي جورجيا التي تنتظر سباق حاسم على مقعدي مجلس الشيوخ في يناير وهما المقعدان اللذان يحسمان الغلبة لصالح أحد الحزبين في المجلس. إلى جانب كل هذه المخاوف، هناك تخوّف إضافي يأتي به عصر كوفيد الذي قتل حتى الان 252 ألف أميركي، وهو خشية الجمهوريين من العراقيل التي يضعها ترمب أمام العملية الانتقالية والتي ستأخر قدرة البلاد على التعامل مع وباء كوفيد وتوزيع اللقاح في الولايات حال تصديقه من مؤسسة الأغذية والدواء الأميركية، فبحسب ما يقوله المختصون، يحتاج اللقاح بنى تحتية خاصة لحفظ اللقاح ونقله والذي يتطلّب برادات خاصة بدرجات حرارة متدنية جداً لا تتوفر بالكميات المطلوبة في الولايات. في أيامه الأخيرة، يقوم الرئيس ترمب الذي يعرف أنه سيغادر في كل الحالات البيت الأبيض في 20 يناير، بتعزيز رؤيته وقراراته التي لطالما رغب باتخاذها وأوقفه عن اتخاذها الحزب الجمهوري، مثل الانسحاب من أفغانستانوالعراق وإن كان جزئياً. ولكن على الرغم من حاجة الجمهوريين الى الرئيس ترمب وقاعدته الشعبية الحيوية التي أحيت الحزب الجمهوري بعد أن لصقت فيه تهم «شن الحروب الفاشلة وطويلة الأمد» في العراقوأفغانستان، بدأت الأصوات الجمهورية المعارضة لتصرّفات ترمب تتعالى كل يوم. حيث كشف السيناتور الجمهوري جون ثون عن مخاوف شديدة تعتري الجمهوريون من تصرفات ترمب في أيامه الأخيرة حيث قال «أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوري يعتبرون إقالة تؤمب لكريس كريبس أحد كبار مسؤولي الأمن السيبراني خطأ فادح وكذلك الأمر بالنسبة للانسحاب من أفغانستان قبل أن تنجز طالبان تعهّداتها». أما زعيم الجمهوريين ماكونيل، فتجرأ على الوقوف في وجه ترمب في قرار الانسحاب من أفغانستان وذلك في خطب متعددة في عدة مناسبات في الأيام الاخيرة، إلا أن ماكونيل انسحب من منصة المواجهة مع الصحفيين حين سألوه عن رأيه في فوز بايدن في الانتخابات وتصديق النتيجة مكتفياً بالقول «هناك طريقة للتعامل مع النزاعات في مثل هذه الحالة تسمّى المحاكم والمحاكم في الولايات ستحسم هذه الأمر ومهما كانت النتيجة فإننا سنصادق على عملية انتقال سلمية نحو ادارة جديدة». من جانبه قام السيناتور الجمهوري بين ساسي بإصدار بياناً أدان فيه اقالة ترمب لمسؤول الأمن القومي للأمن السيبراني، والتزم الصمت حين سألته شبكة «سي ان بي سي» حول إذا ما كان قد صوّت لصالح ترمب في الانتخابات الرئاسية. من جانبه كشف السيناتور الديموقراطي المخضرم في مجلس الشيوخ الأميركي، والمقرب من الجمهوريين عن محادثات أجراها مع عدد من زملائه الجمهوريين في المجلس والذي قال معظمهم أنهم واثقون من أن ترمب لا يملك أي طريق أو مسار للعودة الى البيت الأبيض إلا أن خلافا حادا يدور بينهم حول الوقوف إلى جانب ترمب أو مواجهته.