ذكر الاستشاري ورئيس قسم الأعصاب في مستشفى حراء الدكتور موسى المجلي، أن العصب الحائر (التائه أو العصب العاشر) سمي بالحائر لأنه الأكثر طولاً من بين أعصاب الدماغ، إذ يمتد من جذع الدماغ نزولاً إلى الجهاز التنفسي مثل القصبة الهوائية والرئة والقلب والجهاز الهضمي وصولًا إلى الأمعاء والقولون، ويتحكم العصب الحائر في عضلات الحبال الصوتية، وعضلات القلب، والحجاب الحاجز، وكذلك الأمعاء، ويقوم بترتيب وتوافق حركة كل هذه الأعضاء بتناسق دقيق. وتابع: «إن إصابة العصب الحائر بتلف في الجهتين من جذع الدماغ يؤدي لتعطل التنفس وضربات القلب مما يستحيل معه الحياة، وإصابة العصب الحائر في جهة واحد يسبب جلطة دماغية أو ورماً -لا قدر الله- وقد يؤدي إلى العديد من الأعراض مثل صعوبة الكلام بسبب اعتلال الحبال الصوتية، وصعوبة في البلع والتنفس، واضطراب في ضربات القلب، أو في ضغط الدم، ومن الاضطرابات التي قد تحدث في العصب الحائر، زيادة نشاط العصب الحائر وقيامه بإرسال سيالات عصبية مفاجئة تحدث عند تعرض الشخص لموقف مخيف كرؤية الدم أو الخوف الشديد أو الوقوف لفترات طويلة، وكرد فعل لهذا النشاط الزائد للعصب الحائر نلاحظ الإغماء الوقتي، والسقوط على الأرض لدقائق، وبذلك يستطيع الجسم التعافي واسترداد نبض القلب وارتفاع ضغط الدم الطبيعي، إذ لو ظل الانسان واقفاً لفترة أطول لتعرض الإنسان لخطر الموت، وهذه عملية تصحيحية يحفظنا الله سبحانه بها. ولقد توصل العلماء إلى علاج بعض حالات الصرع المستعصي للعلاجات الدوائية عن طريق تنبيه وتنشيط العصب الحائر بواسطة تركيب جهاز عن طريق إجراء عملية جراحية بسيطة.