بعيدًا عن الفيزياء، والظواهر الكونية، هما حالتان يحياهما كثير من الناس، يعيش البعض تحت الأولى، ويلجأ البعض للثانية، تحت الأضواء قد يظهر قبحك أو جمالك، أنت المسؤول عن ذلك يستمتع البعض بالشهرة، فهي حسب وجهة نظر البعض توصله لما يريد من رضا عن الذات، ومن متعة بانبهار البعض به! ولكنه حين ينغمس فيها، يصبح لعبة في أيدي المعجبين، بل يصبح لعبة في يد نفسه التي أبعدته عن هويته الحقيقية، تخيل أن يكون أحدهم ريشة تلعب بها الأهواء.. أشفق على بعض المشهورين، الذين سجنهم المحبون في إطار معين، ووضعوهم تحت المجهر بشكل مستمر ومؤذ. وأتألم حين يكون هذا الشخص لا يملك ما يتناسب مع ظهوره تحت الشمس، فهو يَضل ويُضل! وهذا يفسر كثيرا من تصرفات بعض المشهورين الساذجة وأحاديثهم وطرحهم السطحي، أرى الشهرة فرصة لإيصال ما تريد للآخرين، ولكن حين يكون المشهور فاقدًا لمقومات الفكر والثقافة، ويكون وعيه تحت خط الوعي العام، تكون شهرته وبالا عليه، وعلى متابعيه، أجد في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، انجرافا خلف كتابات وآراء بعض المشاهير رغم سطحيتها، وهذا مؤشر خطير، يشير إلى عدم تمحيص بعض القراء والمتابعين لما يقرؤون، وانشغالهم فقط بالمتابعة والتعليق وإثبات التواجد في قائمة هذا المشهور، هذا التعلق من قبل بعض "الجمهور" يزيد المشاهير تشبثًا بالشهرة وإصرارا على نفس الطرح الذي جلب هذه الشهرة. فنراهم حريصون على التواجد في كل محفل، والتعليق على كل أمر، هؤلاء المشاهير لا يعيشون الحياة بشكل طبيعي، مخزون أوقاتهم وفكرهم ومشاعرهم للناس، سنة الحياة نور وعتمة، نهار وليل، حركة وسكون، لم يفكروا ولو للحظة أن عليهم الابتعاد قليلاً عن زحمة المتابعين، وحزمة تلك الأضواء، لو خصصوا أوقاتًا يرتاحون بها من متابعة الناس والأحداث، واستغلوها في تطوير أنفسهم، ونوعوا في قرآتهم، واستمتعوا بحياتهم بشكل طبيعي لازدادوا توهجا ونفعًا وسعادة، لكن بريق الأضواء خطف أبصارهم، فلم يعودوا يرون غيره، علميًا: الضوء سبب لوجود الظل، فكريًا: أرى أن الظل طريق لنيل الأضواء! بمعنى أن استغلالك للأوقات التي تقضيها بمفردك أو مخالطتك لبعض الناجحين، وجديتك في تطوير ذاتك، وصدقك في تقديم الخير للناس، سيجذب لك الأضواء. وقبل ذلك التعرف بشكل صحيح وصادق على إمكاناتك ومواهبك، أعتقد جازما أن النجاح متاح للجميع، وأن البشر مختلفون بالمهارات والمواهب، وكل ميسر لما خلق له، ولكن لظروف يصعب شرحها هنا، أضحى التواجد الإعلامي والشهرة هدفًا لكثير من طالبي النجاح، وشتان بين من اتكأ على الشهرة لينجح، وبين من اعتمد على علمه ومواهبه ووعيه لينجح.