نوه، صاحب السمو الأمير تركي بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية، أن نجاح التنمية وتعزيز التقدم لأي مجتمع يكون بالتسامح وبه يتحقق التعايش السلمي بين فئات المجتمع على اختلاف طبائعهم وأجناسهم ومذاهبهم وثقافاتهم ونزاعاتهم، جاء ذلك خلال مشاركته في ملتقى حوارات المملكة الثالث بعنوان: "نتحاور لنتسامح"، الذي يقيمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، بمناسبة اليوم الدولي للتسامح، واستشهد الأمير تركي الفيصل بكلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عندما وصف الاعتدال خلال محاضرته في جامعة الملك عبدالعزيز: "إن الاعتدال ليس كلمة تقال، إنما هو منهج شامل تحقق من خلاله المصلحة العامة، واعتدالنا اليوم هو مطلب شرعي". وقال الفيصل: "إن قيم التسامح والتعايش مع الآخر هي قيم إنسانية نبيلة وضرورية لأمن واستقرار المجتمعات، وهي قيمة مستقلة، وبالتالي فإن تعزيزها كقيمة فردية ومجتمعية ليست مشروطة بالحوار، فالمجتمعات التعددية المتعايشة والمتسامحة حققت ذلك بتبني منظومات قانونية للآخر، وهي أيضاً قيمة تدفع وتعزز الحوار المستدام لتجاوز ما يمنح حقوقه التامة وإنشاء قوانين ونظم تحمي جانب الفرد والمجتمع" . ولفت إلى أن ما يؤسف له هو عدم التسامح وإعاقة التعايش في كثير من المجتمعات لأجل الاختلافات الدينية والخلافات التي تأخذ الدين مبرراً لها ولاستمرارها في التطور إلى أخطر الصراعات، لقد شهد التاريخ صراعات كبيرة بررت لأسباب دينية، ولكن دراسة تاريخ هذه الصراعات والحروب المترتبة عليها يجردها من قدسيتها، ولم تكن في النهاية إلا لتحقيق مصالح ذاتية ومصالح دنيوية تتعلق بالسلطة والثروة والأرض، وما نشهده اليوم من انتشار ظواهر التطرف والتعصب والكراهية والإرهاب والمساس بالمقدسات إلا فصل من فصول هذا التاريخ. وبين: "إن المملكة العربية السعودية قامت بترسيخ كيانها على مبادئ الشريعة الإسلامية، وبذلك فإن شعب المملكة شعب واحد تجمعه عروبته وإسلامه وانتماؤه لوطنه ودولته، وهو بكل تنوعاته القبلية والمناطقية والمذهبية مرتبط، وقد تعايش الجميع في ظل دولة لاتميز بين مواطنيها". وأشار الى أن لمملكة استقبلت عشرات الوافدين الذين قدموا إليها للعمل أو الزيارة، ومازال يعيش فيها أكثر من 12 مليون وافد، وتعايش الجميع بسلام ولم يؤخذ أحد بجريرة دينه أو مذهبه أو جنسيته وهذا دليل على أن التسامح ديدن هذا المجتمع وجزء من أخلاقه، ومهما سمعنا من اتهامات باطلة توجه للملكة بشأن التعامل مع الآخرين فالواقع يدحضه.