أوضح وليد الدايل رئيس قطاع الاستراتيجية وإدارة البرامج المؤسسية بالهيئة الملكية لمحافظة العلا، أن زيارة محافظ العلا الغنية بتاريخها وآثارها العالمية متاحة في الوقت الراهن للجميع من داخل وخارج المملكة، ومن خلال الموقع الرسمي للهيئة يستطيع الزائر وعموم السياح الاطلاع على إرث هذه المدينة الجميلة بتنوعها الكبير، كما أنها حالياً في طور النمو والتوسع من ناحية الحضور السياحي الحديث سواء في قطاع الإيواء أو النقل أو المطاعم وتنوعها، وكل ذلك يأتي بحضور ومشاركة ومساهمة أهالي العلا خاصة ومواطني ومواطنات المملكة عموماً. وقال الدايل في حوار مع "الرياض": "إن جميع المواقع التاريخية في الوقت الراهن وأبرزها في مدينة العلا موقع "الحجر" وهو أول موقع في المملكة مدرج على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، ويشتهر بمدافنه الشهيرة إلى جانب حضارة "دادان" العائدة للألف الأول قبل الميلاد، وتمتلئ جنبات الجبال بالنقوش الأثرية التي تعود إلى فجر الحضارة العربية، بالإضافة إلى كتابات ونقوش تعود لحضارات أخرى عديدة، مفتوحة لمختلف فئات السياح والزوار، دون الحاجة لتصاريح أو موافقات من جهات حكومية أو غيرها، كما يتاح من خلال الموقع الرسمي للهيئة، عدد من منظمي الرحلات السياحية الوطنية، التي توفر للسياح خيارات منافسة لزيارة العلا، وتنظيم رحلات داخلها وفق أفضل التجارب العالمية المشابهة لطبيعة وإرث العلا التاريخي، وهناك منتجعات حالياً في وسط طبيعة العلا الرملية والجبلية، تجعل السياح يعيشون تجربة سياحية لا مثيل لها. وجهة سياحية عالمية * ما أبرز المشروعات الجارية حالياً لتطوير العلا؟ * نقوم حالياً بتطوير محافظة العلا من جميع الجوانب لتكون وجهة سياحية عالمية، حيث تم إطلاق رؤيتها من قبل سمو ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وبمتابعة حثيثة من سمو المحافظ الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، لتكون العلا إرثاً حضارياً للعالم، حيث نعمل على تنفيذ العديد من المشروعات في شتى المجالات، على سبيل المثال: مشروعات تطوير البنى التحتية (مثل: منتجع شرعان، المخطط التوجيهي الحضري)، ومشروعات إشراك ورفع مهارات المجتمع المحلي من خلال برامج تطوير متعددة (مثل: برنامج حماية الجوالين والرواة)، ومشروعات تنشيط السياحة من خلال عدة مشروعات أبرزها موسم شتاء طنطورة، كما شملت مشروعات الهيئة أيضاً العمل على تطوير مستمر للمواقع الأثرية وتحسين جودة تجربة الزائر، بالإضافة إلى التنمية الاقتصادية للمحافظة كتطوير رواد الأعمال وتفعيل مهرجان العلا للتمور، والحفاظ على الطبيعة التراثية والتنوع البيولوجي، والمسح الأثري والاستكشاف، والضيافة وغيرها. o ما أبرز المنجزات التي تمت من خلال الهيئة الملكية لتطوير العلا؟ * أحرزت الهيئة الملكية لمحافظة العلا تقدماً في العديد من الأوجه لتطوير وتهيئة العلا ومجتمعها بدءاً من المجتمع المحلي الذي يقع في صميم استراتيجيتنا، حيث أطلقت الهيئة الملكية لمحافظة العلا فور تأسيسها برنامج الابتعاث التعليمي لشباب وشابات العلا لضمان استمرار تطوير القدرات البشرية بما يتماشى مع متطلبات القطاعات والوظائف المحتملة التي سيتم استحداثها، بالإضافة إلى العديد من البرامج التدريبية والمهنية الأخرى، كما ركزت الهيئة أيضاً على الاستثمار في أهالي العلا ليكونوا شركاء أساسيين في تطوير العلا، وأكبر المساهمين في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمحافظة، علاوة على ذلك، كانت هناك العديد من الإنجازات الأخرى فيما يتعلق بالبنية التحتية بما في ذلك توسعة المطار، وتطوير قاعة مرايا، ومنتجع عشار الذي يتم تشغيله من قبل شركة بانيان تري العالمية لتشغيل المنتجعات، ومركز تقييم لذوي الإعاقة، والنجاح في إطلاق موسمين لشتاء طنطورة والذي تضمن العديد من الفعاليات والأنشطة والتجارب الفريدة. * ما البديل لموسم طنطورة في ظل الظروف الحالية لجائحة كورونا العالمية؟ * تستقبل المواقع التراثية في العلا زوارها بعد اتخاذ كافة التدابير الوقائية للتعامل مع جائحة كورونا، من حيث إعادة تقييم الطاقة الاستيعابية لكل موقع تراثي، وكذلك في وسائل المواصلات المستخدمة داخل كل موقع أثري لضمان الالتزام بإرشادات وزارة الصحة والمتمثلة في تطبيق التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة، وقياس درجة الحرارة قبل الدخول للمواقع، وتوفير وسائل التعقيم، ومن أبرز خصائص المواقع السياحية والتراثية في العلا، كونها مواقع طبيعية مفتوحة وواسعة المساحة، مما يمكن الالتزام باشتراطات التباعد الاجتماعي. * ما مدى استفادة المجتمع المحلي في العلا من التغيرات الاقتصادية والمشروعات الجديدة؟ * يستفيد المجتمع والاقتصاد المحلي لمحافظة العلا، من التفعيل السياحي والتنمية الشاملة لمحافظة العلا، فأثناء موسمي طنطورة الماضيين، تم خلق العديد من فرص العمل للمواطنين المحليين، ومازالت الفرصة كبيرة جداً ومستمرة لخلق المزيد من الفرص، فسيتم افتتاح المحافظة لاستقبال الزوار على مدار العام، وتأتي هذه الفرص لتتوافق مع النمو المتوقع لقطاع السياحة السعودي في ظل رؤية 2030، والتي تهدف بأن تشكل السياحة من 10 % إلى 15 % من إجمالي الناتج المحلي، وخلق مليوني فرصة عمل ذات علاقة بالقطاع السياحي، ومن المتوقع أن تلعب محافظة العلا والوجهات السياحية الناشئة الأخرى في المملكة دوراً رئيساً نحو تحقيق هذه الطموحات، وستعتمد محافظة العلا على المجتمع المحلي لقيادة هذا الدور المهم من خلال شغل فرص العمل المتاحة سواء في القطاعات السياحية، مثل تنظيم الرحلات، والإرشاد السياحي وإدارة وتشغيل كافة الخدمات السياحية، والقطاع الزراعي والمنتجات المحلية، وغيرها، بالإضافة إلى القطاعات الداعمة للسياحة، مثل المأكولات والمشروبات، والخدمات اللوجستية، والحرف اليدوية، وغيرها الكثير، ولتحقيق هذه الطموحات تبذل الهيئة الملكية للعلا قصارى جهدها للاستثمار في برامج تطوير المهارات المختلفة وريادة الأعمال للرفع من الكفاءات المحلية داخل العلا، وضمان جاهزيتهم فيما يتعلق بتحقيق الدور المهم المناط بهم من حيث المشاركة في قيادة تطوير وتهيئة المحافظة لتكون وجهة سياحية متكاملة. * هل هناك مستهدفات مستقبلية لعدد السياح، يطمح لها مسؤولو هيئة العلا على مدى الأعوام الخمسة المقبلة؟ * أحد أهم المستهدفات في استراتيجية الهيئة الملكية لمحافظة العلا هو تحقيق 2 مليون زيارة للعلا بشكل سنوي وذلك بحلول العام 2035م، وسيتطلب تحقيق هذا الهدف وضع البنية التحتية اللازمة من حيث الفنادق والعروض السياحية والخدمات وغيرها، لذلك، فإننا في الهيئة الملكية لمحافظة العلا نسعى لتحقيق هذه الأهداف على مراحل استراتيجية تدريجية، من خلال استهداف 250 ألف زائر بحلول العام 2023م، و430 ألفاً في 2025م، و 1.2 مليون زيارة بحلول العام 2030م، وصولاً إلى 2 مليون زائر عندما نصل إلى كامل الطاقة الاستيعابية في 2035. الدايل متحدثاً للزميل أحمد غاوي وليد الدايل