معالم ثرية بالتاريخ، وروائع طبيعية فريدة في شكلها وتنوعها قلما نشاهدها في المواقع السياحية العالمية، كل ذلك في منطقة العلا، والتي تفتح صفحات التاريخ من جديد لتبهر زوارها بما تمتلك المنطقة من قيمة تاريخية. ولما كانت العلا في سالف العصر جسراً حضارياً بين الشرق والغرب بوصفها إحدى محطات طريق البخور، وملتقى للحوار الثقافي والحضاري، سعت الهيئة الملكية للعلا لتجسيد قيم التنوع بإبرازها اليوم من خلال المهرجان العالمي «شتاء طنطورة» الذي يسلط الضوء على الفنون والثقافة والتاريخ والتراث في محافظة العلا، ومكّنت عبر فعالياتها السياح والزوار من مختلف دول العالم الاستمتاع بالعروض الفنية والثقافة والمغامرات، ودعمت ذلك الخطوات التي انتهجتها المملكة مؤخرا لدعم السياحة واستقبال السياح عالمياً منها إطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية. وعلى امتداد مساحة العلا اكتسبت تميزاً نوعياً في انتشار الآثار والمواقع التاريخية والبساتين والقرى الأثرية، وتوزعت وفق مخطط هندسي طبيعي أذهل من يزورها. واستطاعت المملكة أن تكشف عن كنوز العلا للزوار والسياح عبر برامج تسويقية مختلفة عزّزت من حضوره على مختلف الأصعدة، لتصبح العلا اليوم أحد أهم الوجهات العالمية المسجلة بمنظمة اليونسكو. وأكدت الطالبة أمجاد بنت تركي (إحدى فتيات محافظة العلا المشمولة ببرنامج الابتعاث في تعلم اللغة الفرنسية) أهمية اللغات في التعامل مع السياح إضافة إلى دراسة السياحة وتعليمها لأبناء محافظة العلا، الأمر الذي يسهم في تعزيز السياحة الداخلية، والتعرّف على ثقافات عالمية متنوعة، في الوقت الذي تشهد فيه مدائن صالح والمواقع السياحية في العلا إقبالاً سياحياً عالمياً. وتتجه العلا إلى أن تستقطب أكثر من مليوني زائر بحلول عام 2035، عبر تطوير محافظة العلا لوجهة تراثية وثقافية وسياحية عالمية استثنائية، وتعزيز قدرة المطار على استقبال الرحلات الدولية المباشرة من مختلف الوجهات الإقليمية والدولية إليها. كما تعمل الهيئة على تطوير ثلاثة منتجعات سياحية في العلا تحمل علامة «أمان» ستُبنى بحلول عام 2023، بما يعزّز مستوى الخدمات السياحية في المحافظة.