تجذب محافظة العلا الزوار من داخل المملكة وخارجها بمقوماتها الطبيعية والتاريخية والسياحية، والفعاليات المتنوعة، التي يقدمها مهرجان شتاء طنطنورة الذي تتواصل نسخته الثانية هذا العام، وتتميز المحافظة بمعالمها الثرية بالتاريخ وكثبانها وروائع طبيعية فريدة في شكلها وتنوعها قلما تتوفر في المواقع السياحية العالمية، ما يؤهلها لاستقطاب مليوني زائر بحلول عام 2035. وكانت العلا قديما جسرًا حضاريًا بين الشرق والغرب بوصفها إحدى محطات طريق البخور، وملتقى للحوار الثقافي والحضاري، وسعت الهيئة الملكية للعلا لتجسيد قيم التنوع بإبرازها من خلال المهرجان العالمي (شتاء طنطورة)، الذي يسلط الضوء على الفنون والثقافة والتاريخ والتراث في العلا، ومكنت الهيئة عبر فعالياتها السياح والزوار من مختلف دول العالم الاستمتاع بالعروض الفنية والثقافة والمغامرات، وتدعم ذلك الخطوات التي انتهجتها المملكة مؤخرا لدعم السياحة واستقبال السياح ومنها إطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية، فيما أتاحت من خلال الرابط book.experiencealula.com خدمة الحجز وتحديد مدة الرحلة السياحية. آثار ومواقع تاريخية وفي العلا، تنتشر الآثار والمواقع التاريخية والبساتين والقرى الأثرية، وتتوزع وفق مخطط هندسي طبيعي يستهوي من يزورها برغم حداثة برنامج العمل السياحي الذي تقوده الهيئة الملكية للعلا. واستطاعت المملكة أن تكشف عن كنوز العلا للزوار والسياح عبر برامج تسويقية مختلفة عززت من حضورها على مختلف الأصعدة شملت المؤتمرات والملتقيات والمنتديات العالمية لتصبح العلاء اليوم أحد أهم الوجهات العالمية المسجلة بمنظمة اليونسكو. وتحرص العلا، التي كانت عاصمة الأنباط الثانية قديمًا، على حماية معالمها البيئية وتطويرها عبر مبادرة حماية النمور العربية، التي أطلقتها الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ومشروعات عدة، تعمل على دعم الحفاظ على هذه الأنواع المهددة بالانقراض، بما في ذلك برنامج مكثف للتربية وإعادة الإكثار، إضافة إلى إنشاء الصندوق العالمي لحماية النمر العربي كمنصة فعالة للعديد من المبادرات المستقبلية. تطوير المنطقة وعملت الهيئة الملكية لمحافظة العلا منذ تأسيسها على دراسة شاملة لتأهيل وتطوير منطقة العلا وآثارها بما يحقق للسائح والزائر أرقى الخدمات إلى جانب الحفاظ على ما تكتنزه المدينة من جمال في الطبيعة وبدون أي تغيير يمكن أن يؤثر على الطبيعة.. وجلبت الهيئة عددًا من المطاعم والنزل العالمية بين أوديتها وجبالها صممت وفق أحدث المقاييس الهندسية مع الحفاظ على أدق تفاصيل الطبيعة الخلابة إلى جانب تطوير وتدريب أبناء وبنات المحافظة للقيام بمهام الخدمات والإرشاد السياحي شملت الطبخ والفندقة والسياحة في أكبر وأهم المعاهد العالمية عبر برامج ابتعاث بادرت بها الهيئة. تأهيل أبناء المحافظة وأكدت الطالبة أمجاد بنت تركي إحدى فتيات محافظة العلا المشمولة ببرنامج الابتعاث في تعلم اللغة الفرنسية أهمية اللغات في التعامل مع السياح إضافة إلى دراسة السياحة وتعليمها لأبناء محافظة العلا، الأمر الذي يسهم في تعزيز السياحة الداخلية والتعرف على ثقافات عالمية متنوعة في الوقت الذي تشهد فيه مدائن صالح والمواقع السياحية إقبالًا سياحيًا عالميًا. وتتجه العلا إلى استقطاب أكثر من مليوني زائر بحلول عام 2035، عبر تطوير المحافظة لوجهة تراثية وثقافية وسياحية عالمية استثنائية، وتعزيز قدرة المطار على استقبال الرحلات الدولية المباشرة من مختلف الوجهات الإقليمية والدولية إليها. كما تعمل الهيئة على تطوير ثلاثة منتجعات سياحية في العلا تحمل علامة «أمان» ستُبنى بحلول عام 2023 بما يعزز مستوى الخدمات السياحية في المحافظة.