من أجل تنمية رأس المال البشري وتعزيزاً للشراكات الهيئة السعودية للفضاء توقع مذكرة تكامل مع وزارة التعليم بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة رئيس مجلس أمناء جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومعالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، وقعت الهيئة السعودية للفضاء اليوم الأحد أربع مذكرات تكامل مع وزارة التعليم وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، تهدف إلى التكامل في مجالات تنمية رأس المال البشري الوطني عبر التعليم والتدريب، وتعزيز جهود البحث والتطوير والابتكار وتبادل الخبرات الأكاديمية، ونشر الوعي بعلوم الفضاء ومجالاته، ودعم كل ما من شأنه تعزيز دور وزارة التعليم لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لقطاع الفضاء السعودي، كما حضر عدد من أعضاء مجلس الإدارة وعدد من الطلبة والطالبات أعضاء اللجنة الاستشارية لبرنامج أجيال الفضاء. من جهته أوضح سمو رئيس مجلس إدارة الهيئة على هامش توقيع المذكرة: "إن بناء الإنسان المبدع والمبتكر والمساهم في نهضة وطنه المعطاء هو نهج للدولة حفظها الله منذ تأسيسها، ولا يزال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مهتماً بمجال الفضاء ودافعاً لمواكبة المملكة للتطور فيه، كما عاصر، يحفظه الله، مراحل التنمية الكبيرة في المملكة عبر العقود الماضية وحتى اليوم، فالسعودية ليست كالقادم الجديد في قطاع الفضاء بل كرائد يحضر في الوقت المناسب، إذ أدركت أهمية قطاع الفضاء منذ السبعينات الميلادية عبر المساهمة الكبرى في تأسيس شركة عربسات، بالتوازي مع بناء الكوادر الوطنية في المجالات العلمية والهندسية عبر ابتعاث العديد من المميزين إلى الجامعات العالمية وإنشاء الجامعات المحلية في مختلف أرجاء الوطن. وقد شارك أكثر من 30 عالماً وأكاديمياً سعودياً في رحلة المكوك ديسكفري في العام 1985م، والتي تقدم على ضوءها تقرير لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يتضمن اقتراح تأسيس برنامج للفضاء وبناء منظومة لرحلات متعددة كل سنتين بموافقة الملك فهد بن عبدالعزيز رحمهم الله جميعاً. وأكّد سموّه على "إن أهم ميزة تناقسية نركز عليها ونعتمد عليها في بناء قطاع الفضاء هم المواطنون المؤهلون من الجنسين الذين أثبتوا تميزاً رفيعاً في كل مجال يتخصصون فيه أو ينخرطون في تنفيذه عبر مسيرة المملكة الممتدة"، مضيفاً "قمنا بتطوير برامج متخصصة وشاملة وطموحة في استراتيجية الهيئة السعودية للفضاء لتنمية رأس المال البشري وتعزيز طاقاتهم وقدراتهم في علوم الفضاء ومجالاته، وتهيئة الفرص للتطوير والابتكارات الموجهة لقطاع الفضاء، ومن هنا تأتي أهمية الشراكة مع وزارة التعليم لتبادل الخبرات والمعرفة عبر مسارات علمية ومبادرات رائدة نوعية تحفز الابتكار في قطاع الفضاء". وقال سموه:" إن المذكرة الموقعة مع شركائنا، تستهدف تعزيز الابتكار وتشجيع الطلاب وتمكينهم للتخصص في العلوم التطبيقية المرتبطة بعلوم الفضاء، من خلال توفير بيئة تعليمية متكاملة تُعنى بقطاع الفضاء لضمان الموائمة بين مخرجات التعليم واحتياجات الاستراتيجية الوطنية للفضاء". كما أشار سموّه إلى أن الهيئة استطاعت في وقت وجيز إتمام كل ما هو مطلوب منها، وأن فريق الهيئة اكتمل بكفاءة عالية، ولم نتفاجأ من وجود كفاءات مميزة من الكوادر الوطنية في جميع المجالات. مشيداً بتوصيات الفريق العلمي بإنشاء البرنامج الوطني للفضاء في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والذي استمر في الاستثمار في رأس المال البشري والاستثمار في البحث والتطوير في مجالات الاستشعار عن بعد وتطوير الأقمار الصناعية، حيث تبلغ الكوادر الوطنية العاملة في قطاع الفضاء في المدينة أكثر من 500 مواطن من الجنسين تم تأهيلهم، في أفضل الجامعات المحلية والعالمية. من جانبه، أكّد سمو وزير الطاقة أن هذا التكامل يتواءم تماماً مع توجه المجلس إلى البناء على المكانة الأكاديمية للجامعة، وما حققته من إنجازات علمية، للدفع بها باتجاه الإسهام العلمي التطبيقي في مجالات النهضة الاقتصادية والصناعية والتنموية الشاملة في المملكة، وذلك لأن أحد أهم مرتكزات العمل في الجامعة، وهي تشهد نقلة نوعية جديدة في برامجها ونشاطاتها، هو التجاوب الفاعل مع احتياجات المجتمع، وتوظيف تجربتها التقنية والبحثية في خدمته، وفي تسريع تنويع القاعدة الإنتاجية، والوصول إلى نموذج الاقتصاد المعرفي الذي يطمح إليه وطننا الغالي. وشدّد سموه على أهمية توسعة الدور الرئيس والأساس للجامعة، المُتمثّل في تأهيل الكفاءات البشرية، وهو دورٌ طالما نجحت فيه على مدى العقود الماضية، ليشمل دوراً يزداد أهمية في وقتنا هذا، وهو تعزيز إنتاج المعرفة وتجديدها وتطويرها، والإسهام مع المؤسسات الأخرى، كالهيئة السعودية للفضاء، في تطبيقها، وبالتالي فإن هذه الخطوة تُجسّد المسؤوليات المشتركة، بين الهيئة السعودية للفضاء والجامعات السعودية، تجاه تحويل المعرفة إلى مُنتَجٍ يتم تفعيله في مجالات الحياة المختلفة، وتجاه تعزيز أهمية البحث والتطوير والابتكار، وكذلك تكوين قاعدة صلبة من الكفاءات البشرية الوطنية، لتحقيق أهداف رؤية "المملكة 2030" فيما يخص القطاع الأكاديمي وقطاع الفضاء على حدٍّ سواء. وقال معالي وزير التعليم أن هذه المذكرة تأتي بين الهيئة السعودية للفضاء، ووزارة التعليم انطلاقا من مبدأ الشراكة والتعاون المثمر الذي يسعى إلى توفير معارف ومهارات للطلاب والطالبات ذات أولوية تضمن قدرة مؤسسات التعليم على تأهيل الأجيال وجاهزيتهم لسد احتياجات سوق العمل وفقا لأحدث النماذج وأكثرها أثراً وتطوراً. كما أكّد على أهمية المذكرة في تعزيز ثقافة الابتكار، وتنمية رأس المال البشري، والسعي إلى زيادة الوعي بأهمية الفضاء ودعم برامج الهيئة السعودية للفضاء التي من شأنها تحقيق هدف مشترك وشامل تحت المظلة الكبرى لقطاع الفضاء بالمملكة، كما أن هذه المذكرة تؤكد اشتراكنا وتآزرنا في دعم برامج الابتعاث على مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا في مجالات الفضاء، وتوفير أفضل الفرص للخريجين، من خلال برامج التأهيل والتدريب في مجالات الفضاء، ومن خلال دعم منظومة البحث والابتكار وتشجيع الدراسات والأبحاث والمبادرات ذات العلاقة بالفضاء. وتقدم معاليه بالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء على دعم سموه لتعزيز التكامل والتنسيق بين وزارة التعليم والهيئة، وتفعيل مبدأ الشراكة التي تؤدي إلى تحقيق تطلعات الدولة في التعاون البناء لما فيه الصالح العام بإذن الله تعالى، وتحقيق أهدافنا المشتركة في تعزيز ودعم ثقافة الإبداع والابتكار وريادة الأعمال، وتنمية رأس المال البشري، وتحسين المخرجات التعليمية الأساسية. يُذكر أن الهيئة السعودية للفضاء بدأت أولى شراكاتها مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" لتعزيز الاستثمار في المواهب الوطنية ورعايتها وتطوير مسارات تدريبية متخصصة في قطاع الفضاء، كما أسست مجلساً استشارياً لبرنامج أجيال الفضاء من الطلاب الموهوبين. عن الهيئة السعودية للفضاء: تأسست الهيئة السعودية للفضاء بموجب أمر ملكي في ربيع الآخر 1440 (ديسمبر 2018)، وهي خطوة شجاعة نحو مستقبل أكثر ابتكارًا وتطلعًا لأحدث التقنيات والفرص في قطاع الفضاء السعودي. تتوافق أهداف الهيئة السعودية للفضاء مع تطلعات المملكة نحو حياة أكثر جودة وتقدم، حيث تتوافق مع رؤيتها لخلق بيئات أفضل وأكثر أمانًا لمواطنيها، مع خلق فرص جديدة لمزيد من الابتكارات المربحة الداعمة للاقتصاد السعودي، تقضي استراتيجية الهيئة السعودية للفضاء وضع مجموعة من الأهداف الأولية التي تخدم مصالح الأمن القومي وتحميه من الأخطار المتعلقة بالفضاء وتشجع النمو والتقدم التراكمي. عن برنامج أجيال الفضاء: برنامج تنمية رأس المال البشري (أجيال الفضاء)، هو أحد البرامج الممكنة لقطاع الفضاء في المملكة تم تأسيسه تماشياً مع توجهات قيادتنا الرشيدة ومواكبةً لأهداف رؤية المملكة 2030، ويتكون برنامج أجيال الفضاء من هدفين استراتيجيين رئيسيين: 1. تطوير الكفاءات السعودية في مجال الفضاء لكي تشارك في إدارة وتعزيز قطاع الفضاء السعودي. 2. الاستفادة من مجال الفضاء لإلهام الشباب السعودي، وتشجيع الدخول إلى المسارات العلمية والمهنية (العلوم، التقنية، الهندسة، الرياضيات) وترسيخ قاعدة وطنية لرأس المال البشري. نسعى ونهدف من خلال برنامجنا (أجيال الفضاء) إلى خلق وتوفير بيئة ملهمة نوعية في المملكة مُتخصصة في علوم الفضاء لغرس الشغف وتوعية الأجيال الناشئة والكوادر الوطنية وتنمية قدراتهم في العلوم التطبيقية المُرتبطة بالفضاء ومجالاته، لتمكينهم وتأهيلهم لقيادة هذا القطاع والنهوض به، سعياً لتحقيق رؤية البرنامج في إلهام أجيال المملكة لتحقيق الريادة في مجالات الفضاء ورسالته في تشجيع الأجيال الناشئة للمشاركة في مبادرات رائدة تحفز الابتكار في مجال قطاع الفضاء وعلومه.