أتت اختيارات هيرفي رينارد لقائمة منتخبنا الأول منطقية بشكل كبير، حيث شملت الأسماء الأبرز في تشكيلة فرقها خلال منافسات الموسم الماضي، وهذا الموسم وأن كانت بعض الأسماء لم تقدم ما تستحق عليه الانضمام لصفوف نجوم الصف الأول، لكن وكما يقال «الجود من الموجود» ففي أغلب المراكز لا يوجد أمام رينارد إلا هذه الأسماء ليختارها بعد أن شهدت المراكز المهمة كحراسة المرمى وخط الهجوم سيطرة من قبل المحترفين الأجانب، وحتى لا أُحسب على تلك الفئة المتأزمة ومن لفّ لفها والتي تؤمن بكل شيء الواسطة والمحاباة والحظ والمجاملات وغيرها من المسميات التي لم ينزل الله بها من سلطان لمجرد اختيار لاعب أو اثنين رأى مدرب المنتخب أنهما قد يخدمان خططه ومنهجيته المقبلة في ظل ندرة العناصر المميزة ببعض المراكز، فإن لهيرفي رينارد الحق في اختيار ما يراه مناسبًا لخدمة المنتخب وفلسفته التدريبية في المرحلة المقبلة حتى وإن وقع اختياره على الاحتياط الثالث بأحد الأندية الصاعدة وليس حارس شاب أثبت جدارته خلال مواجهات حاسمة بعد عودة دوري الموسم الماضي واستطاع خلال المنعطف المهم والصعب والحاسم لفريقه أن يبقيه برفقة زملائه بالدوري الأقوى والأكثر إثارة وصعوبة. أنا لا أبيع الكلام عليكم، ولا ألقيه جزافًا.. فاختيار رينارد للحارس الشاب حبيب الوطيان لا علاقة له لا بالهلال ولا بالفتح فإمكانياته الفنية واحتياج المنتخب له هما من فرض على رينارد اختياره ضمن قائمته وليس انتقاله للهلال كما يزعم أولئك المتأزمون كعادتهم الدائمة في كل تشكيلة للأخضر منذ أكثر من ربع قرن تتغير من خلالها الوجوه وتبقى الأنفس والعقول كما هي، فالمعيوف عبدالله اعتزل اللعب دوليًا ومحمد العويس مصاب ولا أمام رينارد إلا عدد محدود من الأسماء حبيب الوطيان أحد أبرز الثلاثة منهم. تلك الوجوه والعقول المتأزمة التي هاجمت اختيار رينارد لحبيب الوطيان وغيره من الأسماء الشابة مشعلين فتيل التأجيج وكأنها ساحة حرب وليس كرة قدم لا بد أن يدركوا أن مواجهات المنتخب المقبلة مهمة وأنه بحاجة للدعم والمساندة لا التأجيج والصراعات ومناكفة الألوان التي عفا عليها الزمن، فالأخضر قادر بعد توفيق الله بما يجده من اهتمام رسمي من العبور للمرحلة القادمة بسلام فأخضرنا رقم صعب في قارته متى ما وجد الدعم والمساندة وحماية نجومه من سموم المتعصبين الذين لا يرون في نجومه إلا شعارات أنديتهم، فالتاريخ يذكرنا بأنه كل ما كانت أجواء الأخضر صحية كانت النتائج إيجابية ومبهرة. فاصلة : من المعيب جدًا أن تنتسب لمهنة الإعلام ويقدمك الكثيرون على أنك إعلامي وتقضي في هذه المهنة سنوات أكثر من شعر رأسك وفي أول نقاش أو جدال يكتشف الكثيرون أنك تفتقد للحد الأدنى من المعلومات العامة هذه وربي مصيبة أن لم يرها أصحاب المهنة الحقيقيون نازلة لا سابق لها.