يسافر بنا في رحلة بدأها منذ أن كان طفلاً يرسم ما يعرفه لا ما يراه، امتزجت ألوانه بذائقة اكتسبها وهو يتنقل في أرجاء المملكة بحكم عمل والده، أكد هذا الحب عمله في الإعلام والصحافة بشكل خاص، الأمر الذي أدى إلى تكوين ذاكرة تنوعت فيها التضاريس والبيئات مما أكسبه تغذية بصرية عالية، ساهمت في تنوع الأساليب الفنية فرسم الواقعية، وتدرج من بعدها ليعبر عن إحساسه ورغبته القوية في تشكيل ما يرى، فمارس مختلف الاتجاهات، بعد أن شغف حباً بالريشة واللون، وكان يجلس ساعات طويلة بلا ملل مع أستاذه سعد العبيد -رحمه الله- في مساحة مفتوحة يتخيرانها بالقرب من مدينة الرياض في صحراء الربع الخالي، يتابعان من خلالها حركة الظلال وتأثيرها على اللوحة، تأثر كثيراً باللون الأسود، فكانت نقلات سريعة بالفرشاة، مختلف المواضيع، تميزت لوحاته بقدرته على تحريك اللون باتجاهات مختلفة الألوان ونقلات تشعبية تتقارب حيناً وتتنافر أحياناً أخرى، فكأن عناصر لوحاته لا تستقر بل تظل في حركة دائمة يستشعرها المتلقي كلما أمعن النظر في اللوحة. اليوم عبدالله التمامي يرسم ما يراه نابعاً من خيال، موه به ذاكرته، فتلونت لوحاته بحبر تمازجت فرشاته مع خطوات الخيل ما بين مقاتل وفارس، كما احتلت الرقصات الشعبية مساحة من تاريخه الفني في جنوب المملكة بعد أن كرس وقتاً يمضيه ليتعرف على تاريخها المنطقة، وأساس وجودها، وأسباب انتمائها، وتسميتها، والمناسبات التي تقام فيها، وأسباب تسميتها، وبالتالي يرسمها بروح الفنان المستمتع بما يرى، تمازج بمختلف الاتجاهات، فلون الطبيعة باختلاف فصولها، التمامي لا يهدأ ولا يستقر إلا وبيده لوحة جديدة، اليوم يتابع ما يراه ليرسمه، ويجود بما يعرفه ليسكب ألوانه على الصفحات البيضاء متأثراً بما حوله من جمال. عبدالله التمامي يتميز باللون والفكرة