كلنا يعلم بل والعالم أجمع، دور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - في أزمة فيروس كورونا؛ بحيث حرص - أيده الله - على صحة المواطن والمقيم. وقد قام بتسخير كافة إمكانات الدولة بمختلف قطاعاتها؛ خصوصاً القطاع الصحي لمنع انتشار الوباء، واتخاذ قرارات مدروسة وقاسية للتعامل مع الفيروس، وتم تطبيقها مباشرة بدون تأخير، مثل إقرار تعليق الدراسة في المدارس والجامعات، وقرار تعليق الأعمال في المؤسسات الحكومية، والقطاع الخاص، ثم تعليق المسابقات، ونشاطات الأندية الرياضية، وكذلك قرار إيقاف الرحلات الجوية، والبحرية، والبرية، ثم حظر التجول الجزئي لبعض المناطق، ثم حظر التجول الكلي لبعض المدن. ولقد تجلت مشاعره الإنسانية عندما أمر - حفظه الله - بتقديم علاج فيروس كورونا المستجد مجاناً للمواطنين والمقيمين ومخالفي أنظمة الإقامة والعمل؛ وأكد أن الإنسان في الأولوية في أول خطابٍ وجهه للشعب السعودي عند بداية الأزمة، فقد حملت كلماته الكثير من الحب وبواعث الاطمئنان، والتقدير للجميع، وخاصة العاملين في القطاع الصحي وبقية الجهات الحكومية من أمنية ومدنية ما أدى لرفع روح المسؤولية لدى الجميع وإبداء أقصى درجات التعاون مع أجهزة الدولة المستنفرة لمواجهة الجائحة. أدى دور الملك سلمان - أدام الله عزّه وسؤدده - في أزمة كورونا إلى توجه مدير الصحة العالمية تيدروس أدهانوم بشكره وتقديره لأوامره بمعالجة جميع المقيمين على أرض المملكة المصابين بفيروس كورونا مجاناً؛ بحيث كتب تيدروس في تغريدة على حسابه الرسمي (هذا ما تعنيه الصحة للجميع شكراً خادم الحرمين الشريفين على قيادتكم والتزامكم لضمان حصول الجميع على الخدمات الصحية اللازمة لمكافحة كوفيد 19 "نأمل بأن تحذو دول أخرى حذوكم في القيادة والتضامن". أبطال الصحة كانت لهم مكانة كبيرة عند خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بحيث عبر عن فخره واعتزازه بالكوادر الصحية والميدانية في كل القطاعات التي كافحت وجاهدت وأخلصت في التصدي لهذه الجائحة وقد دعم المتضررين منهم في مشهد إنساني فريد، وآخر قراراته التي جسدت الرحمة والعدل والجانب الإنساني عندما أمر - حفظه الله - بصرف مبلغ مقداره 500 ألف ريال لذوي المتوفى بسبب جائحة «فيروس كورونا الجديد»، الذي يعمل في القطاع الصحي الحكومي أو الخاص، مدنياً كان أم عسكرياً، وسعودياً كان أم غير سعودي، على أن يسري ذلك ابتداءً من تاريخ تسجيل أول إصابة ب«الفيروس» في 7/ 7/ 1441ه. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وحفظ الله لنا وطننا الغالي وجعله رمزًا للعدالة والإخاء والسلام والإنسانية، وأدام الله عزه، وحماه من كل شر وسوء. د. نجوى محمد الصاوي