أكد مساعد وزير المالية للشؤون المالية والدولية والسياسات لمالية عبدالعزيز بن متعب الرشيد على تحسن الاقتصاد السعودي وتعافيه من جائحة كورونا مشيرا إلى أن التوقعات تشير إلى أن الانكماش سيكون في حدود 3.8 % في الناتج المحلي في نهاية 2020 م بدلا من 5.4 % المبنية على توقعات صندوق النقد الولي متوقعا استمرار تحسن استعادة المؤسسات اعمالها مما سيساهم في انكماش بمستوى اقل مما يتوقع متوقعا عودة النمو في الاقتصاد الوطني والوصول في نهاية عام 2021 م لما كان عليه الاقتصاد من مستويات مرتفعة في عام 2019 م وقال الرشيد في مشاركته اليوم في ملتقى التكامل المعرفي الذي تنظمه وزارة التعليم كانت ردة فعل العالم المحافظة على صحة الانسان وسلامته أولا وذلك على حساب الاقتصاد حيث قامت العديد من الدول بتقييد الحركة بين الحدود وفي داخل البلدان وإغلاق الكثير من المنشآت الاقتصادية، واضاف كانت توقعات صندوق النقد الدولي الصادرة في إبريل حول الاقتصاد العالمي أكثر تشاؤما إلا أن الآرقام المسجلة في اكتوبر للاقتصاد العالمي جاءت افضل بكثير من التوقعات مشيرا إلى أن انخفاض الاقتصاد في المملكة في ابريل كان 7 % إلا أن هذا الانخفاض كان عند 5.4 % في اكتوبر لافتا إلى أن المملكة كان لديها ثقة أعلى في القدرة على السيطرة على الفيروس والحد من انتشار الوباء والتي انعكست ايجابا على الاقتصاد . واضاف كان هناك تفاوت بين دول العالم في مواجهة الجائحة والحد من اثارها الاقتصادية حيث استطاعت بعض الدول من تعزيز اقتصاداتها وبالمقابل فاقمت الجائحة من مشكلات دول أخرى وقال مساعد وزير المالية : المملكة أدارات ازمة كورونا عبر محورين الجانب الصحي وتمكنت من السيطرة على الفيروس والحد من انتشار الفيروس ومنع موجات ثانية بالاضافة لمعالجة الاثار الاقتصادية و ضخ سيولة عالية في القطاع المصرفي كما تم اطلاق مبادرات لتخفيف اثار الجائحة على الشركات والمؤسسات ومنها تأجيل تحصيل رسوم الضرائب ودعم برنامج ساند للحفاظ على وظائف المواطنين في القطاع الخاص مشيرا إلى أن المملكة خصصت 200 مليار ريال لمبادرات مواجهة جائحة كورونا وأكد الرشيد على ان المملكة نجحت في مواجهة الأزمة بفضل الله ثم بفضل الاصلاحات الاقتصادية التي تبنتها من خلال الرؤية السعودية 2030 م مشيرا لإتخاذ العديد من الاجراءات لتخفيف اثار الازمة ومنها إعادة التوازن لسوق النفط بالتعاون مع العديد من الشركاء من منتجي النفط وتخفيف العجز من خلال الاقتراض المحلي والخارجي مع المحافظة على تصنيف المملكة الائتماني. انفاق المملكة على برامجها التنموية وأكد الرشيد على أستمرار انفاق المملكة على برامجها التنموية مشيرا إلى أن الانفاق سيصل ل 1.64 تريليون ريال بدلا من 1.20 تريليون ريال مشيرا إلى أن هذه الارقام تعكس قدرة المملكة على التعامل مع الازمات والاستمرار في مستويات الانفاق رغم إعادة توجيه الانفاق لبعض الجهات كالقطاع الصحي والاجتماعي، وشدد الرشيد على ان المملكة تراقب بشكل مستمر مدى تأثيرات جائحة كورونا على الاقتصاد ولن تتردد في تقديم أي دعم لنمو الاقتصاد ومساندته. وتطرق مساعد وزير المالية لجهود المملكة في دعم الاقتصاد العالمي لمواجهة اثار جائحة كورونا من خلال ترؤوسها لمجوعة العشرين مشيرا إلى أن المملكة أجرت تعديلات على برنامج عمل مجموعة العشرين بعد ظهور جائحة كورونا وقامت بتنسيق الجهود العالمية لتخفيف اثر الجائحة على الاقتصاد العالمي لافتا إلى أن من الجهود المقدمة عقد القمة الاستثنائية لقادة مجموعة العشرين ووضع خطة عمل للمجموعة لمواجهة الجائحة ارتكزت على الاستجابة الصحية ودعم الجهود البحثية للوصول للقاح وعلاج للفيروس والاستجابة المالية لدعم وتخفيف اثار الجائحة على الدول الفقيرة والاقل دخلا ومنها تعليق المديونيات لتلك الدول ومعالجتها كما تم مناقشة ما بعد كورونا والدروس المستفادة من الازمة في كافة المجالات من جانبها تناولت نوف الشريف نائبة رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية في "شركة جدوى للاستثمار في مشاركتها في ملتقى التكامل المعرفي تأثيرا جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي ومدى استجابة الدول في التعامل مع الجائحة مشيرة إلى أن تأصير الجائحة على المملكة ودول المنطقة المحيطة كان مضاعفا بسبب أثره على اسواق النفط وهبوط اسعارها حيث يمثل النفط 40 % من الناتج المحلي للمملكة، وقالت الشريف بفضل الاجراءات التي اتخذتها المملكة وحزم تحفيز الاقتصاد كانت الآثار أقل حدة وسجلت العديد من القطاعات الاقتصادية تعافيا إلا أن قطاعات السياحة والترفيه والنقل ستحتاج لوقت اطول للتعافي متوقعة استمرار خيار دعم وتحفيز القطاع الخاص من الدولة، واستعرضت عدد من المبادرات السعودية لدعم الاقتصاد ومنها برنامج ساند لدعم رواتب 60 % من موظفي القطاعي الخاص مشيرة إلى تحسن في ارتفاع عدد العاملين السعوديين في القطاع الخاص في اكتوبر مقارنة مع شهر ابريل مما يبرهن على نجاح الاجراءات وحزم التحفيز. من جانبه اكد استاذ المالية والاستثمار المساعد عميد كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية الدكتور محمد مكني على نجاح المملكة في التخطيط المبكر لمواجهة جائحة كورونا مشيرا إلى أن رؤية المملكة 2030 م كانت من أهم عوامل نجاح وتميز المملكة في مواجهة الجائحة والحد من أثارها الاقتصادية، واستعرض محلل أبحاث الأسهم في شركة الأهلي كابيتال، إياد غلام تأثيرات جائحة كورونا على سوق الاسهم السعودي مشيرا إلى أن الجائحة تسببت في انهيارات لأسواق الاسهم العالمية وتأثرت السوق السعودية بنسبة 20 % . واضاف وبفضل الاجراءات وحزم التحفيز التي اتخذتها المملكة واستمرار الدعم على المشاريع تمكن سوق الاسهم السعودي من التعافي لافتا إلى أن هناك قطاعات لا زالت متأثرت ومنها قطاع السياحة والترفيه متوقعا أن يعود التعافي لهذا القطاع في 2022.