تطرقت عبر زاويتي في الأسبوع الماضي للحكم السعودي والفرصة التي سنحت له لقيادة مباريات دورينا، والأخطاء غير المقبولة التي وقعت في أول جولتين، وأقول "غير مقبولة" لأنه في السابق كان الحكام يتعذرون بأنهم يتخذون قراراتهم خلال جزء من الثانية، لكن اليوم مع تقنية الفيديو Var لا عذر لهم، لأن الحكم يذهب للفيديو ويشاهد اللقطة أكثر من مرة، وكنت آمل أن يستفيد حكامنا من الفرصة التي تهيأت لهم، لكن من الواضح أن حكامنا مازال ينقصهم الكثير حتى يكسبون ثقة الوسط الرياضي، وذلك وفقا للمستويات التي شاهدناها في الجولات الثلاث الاولى. ومع كل جولة تزيد الضغوطات أكثر على الحكام، من مسؤولي الأندية، والإعلاميين، والجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي سينعكس عليهم سلبياً، لأن الحكم السعودي من الأمور التي يختلف فيها عن الأجنبي أنه يشاهد ويسمع ويقرأ ردود الأفعال، وبالتالي ربما تؤثر على قراراته دون إرادته. شكري الحنفوش وزملاؤه المساعدين له في الملعب أو في غرفة تقنية الفيديو لم يوفقوا في مواجهة الشباب والنصر، وارتكبوا أخطاء بالجملة تضرر منها الفريقان، وأعقب ذلك ردود أفعال واسعة، وطالتهم اتهامات كثيرة، مازالت مستمرة حتى وقت كتابة هذا المقال. النصراويون رغم أنهم استفادوا أيضاً من أخطاء الحنفوش الذي لم يحتسب ركلة جزاء واضحة وضوح الشمس للشباب، ومنحهم هدفا غير صحيح، إلا أنهم بعد الخسارة وجهوا سهام انتقاداتهم نحو طاقم الحكام، ابتداءً من مدربهم مروراً بتغريدة رئيس النادي وانتهاءً بما شاهدناه في البرامج وتويتر وغيره، وهذا قد يؤثر على الحكام الذين سيقودون مباريات النصر في الجولات المقبلة، خصوصاً إن كلف بها حكم مهزوز. اتحاد القدم ألزم الأندية بسبعة طواقم أجنبية، بهدف منح الثقة والفرصة لحكامنا، لكن "ليال العيد تبان من عصاريها"، والمباريات المقبلة برأيي ستشهد جدلاً تحكيمياً واسعاً، وربما تلعب أخطاء الحكام دوراً كبيراً في حسم بعض المباريات، ومنح نقاطها لمن لا يستحق، لذلك آمل من المسؤولين في اتحاد القدم أن يمنحوا الأندية أحقية الاستعانة بحكام غير سعوديين في جميع المباريات، ابتداءً من الجولة الخامسة التي سيسبقها فترة توقف، وبالتالي هنالك فرصة للأندية لطلب وجلب الحكام الأجانب. أنديتنا صرفت مئات الملايين من أجل تجهيز فرقها بمدربين ولاعبين بعضهم عالميين، وبالتالي لن يقبل مسؤوليها أو محبيها بأن يخسروا مبارياتهم بسبب أخطاء تحكيمية ترجح كفة فريق على حساب آخر، نحن مع الحكم السعودي وداعمين له، لكن في الوقت ذاته لابد أن يساعدنا ويحسن من إمكانياته حتى يزرع فينا الثقة به وبقراراته.