لعب التحكيم دورًا مؤثرًا في الجولات الخمس الأولى من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ورغم وجود تقنية الفيديو «VAR» إلا أن الأخطاء التحكيمية غيّرت نتائج عدد من المباريات، إلى الحد الذي جعل الشك يدخل في نفوس المهتمين بشأن الكرة السعودية بأن التقنية غير موجودة، لأن الحكام يتخذون قرارات خاطئة، دون أن تُصحح من الموجودين أمام الفيديو، رغم أن عدداً منها واضح وضوح الشمس، ولا يحتاج إلى مساعدة الفيديو أصلاً. تفاءلنا كثيراً باتحاد القدم الحالي برئاسة الخبير ياسر المسحل، قياساً على خبرته العريضة، وإمكانياته الإدارية التي رشحته للعمل في الاتحادين الدولي والآسيوي، إلا أن العمل فيما يخص ملف «الحكام» محبط للغاية، فالأندية التي صرفت مئات الملايين تدفع ثمن أخطاء تحكيمية غير مقبولة في زمن التقنية، صحيح أن أخطاء الحكام جزء من اللعبة، ولا يوجد حكم بدون أخطاء مهما كان اسمه، لكن ليس بالشكل الذي شاهدناه في دورينا خلال المباريات الماضية، وتضرر منه أغلبية الفرق من دون وجود لمستفيد وحيد. ليس من المعقول أن يحضر اتحاد القدم طاقم حكام أجانب ويصرف عليه مبالغ طائلة وتكون المحصلة النهائية صفر، من خلال وقوع هؤلاء الحكام في أخطاء بالجملة خلال مباراة واحدة ومعظمها بدائية يستطيع المشاهد أن يحكم عليها من نظرة، في السابق كان العذر هو أن الحكم يتخذ قراره في جزء من الثانية وليس مثلما يفعل المشاهدون أو المحللون التحكيميون من خلال إعادة اللقطة مرات عدة، لكن اليوم الحكم بإمكانه إيقاف اللعب، ومشاهدة اللقطة أكثر من مرة قبل إصدار قراره النهائي، لذلك يجب أن يخرج الحكم من المواجهة بدون أي خطأ تحكيمي، أو في أسوأ الأحوال بأخطاء أقل، أما مانشاهده اليوم من أخطاء كثيرة تقلب موازين المباريات لطرف على حساب آخر فهو أمر مزعج جداً. المسؤول وفي ظل تهيئته بيئة النجاح للحكام الأجانب يجب أن يكون حازماً، فالحكم الذي يخرج من مباراته بأخطاء فادحة يجب أن يُبعد، ولا يحضر لملاعبنا مرة أخرى، خصوصاً أن جميع حكام العالم يتمنون المشاركة في دورينا، عطفاً على الأموال الكبيرة التي يتحصلون عليها، فالحزم في هذا الملف سيلقي بظلاله على جميع الطواقم الأجنبية التي تحكم مباريات دورينا، وتجعل كل حكم يقدم كل مالديه من أجل النجاح والخروج من بدون أخطاء حتى يحجز له مكاناً في مباراة أخرى. ختاماً، أتمنى من اتحاد القدم ألا يُعيد لنا الحكام السعوديين تحت ذريعة أن الحكام الأجانب وقعوا في أخطاء أيضاً، وأنهم سواسية، وتعود لنا الأسطوانة القديمة بأن كل الحكام يخطئون، بإمكان المسؤولين إدارة ملف الحكام بشكل أفضل، عندها ستتحسن مخرجات التحكيم، أما الحكم السعودي فالأفضل ألا يعود حتى يصبح جاهزاً 100 % من جميع النواحي، ويكون ذلك بالتدريج، مع وجوب حمايته من مسؤولي الأندية. حمدالله تحايل أكثر من مرة في مواجهة الأهلي