تمر بكل إنسان في حياته عقبات ومشكلات، ويرى أصحاب الاختصاص أن طريقة تعامل الإنسان مع هذه العقبات والمشكلات تعكس نمط شخصيته. من الطبيعي أن التعامل مع المشكلات يختلف من شخص لآخر حسب شخصيته وخبراته وتجاربه في الحياة. هناك من يكتفي بالشكوى، ومن يطلب المساعدة، ومن يفكر بالحل. إليكم هذا المثال البسيط: في ورشة عمل تدريبية، وزع المدرب على المشاركين جملة مكتوبة، وكلفهم بما يلي: الذين يستخدمون اليد اليمنى يكتبونها باليد اليسرى، والذين يكتبون باليسرى يكتبونها باليد اليمنى. اختلف تفاعل المتدربين مع هذا التدريب البسيط، بعضهم استسلم منذ البداية، بعضهم تعامل بانفعال وتذمر وغضب مع صعوبة المهمة! وبعضهم لجأ إلى الغش، ومنهم من تعامل مع المهمة بجدية وتركيز بحثًا عن الحل ونجح في المهمة. (المصدر: أنت الإيجابية، تأليف أنيتا باباس). كان الهدف من هذا التدريب هو أن يتعرف كل متدرب على كيفية تعامله مع حالات صعبة غير متوقعة. هذا التدريب يقول للمتدربين: إن التذمر والتشكي لا يقودان إلى نتيجة. هذا التحليل ينطبق على الأفراد والجماعات، هناك من يواجه المشكلات بالتفكير المنطقي، والجدية، وطرح الحلول والخيارات والتصميم على إيجاد الحل المناسب. وهناك من يعلن العجز ويسقط الفشل على أسباب خارجية. في بيئة العمل هناك من يبحث عن الحلول، وهناك من يصنع المشكلات، وهناك من يتحول إلى وسيلة إخبارية متنقلة همها الأول التنقيب عن المشكلات والأخبار السيئة ونشرها بين زملاء العمل. من ينتمي للفئة الأخيرة يتصف بأنه مشغول بالأخبار وليس بالعمل، ومع هذه السلبية فهو متذمر وينتقد الآخرين ولا يعجبه أي شيء. حتى لو أجمع زملاء العمل على تأييد قرار إداري جديد أو مشروع جديد فسوف يتخذ هذا المتذمر موقفاً مختلفاً معارضاً للجميع دون الاستناد إلى مبررات منطقية أو علمية. المثال التدريبي البسيط السابق يعكس ما يدور في بيئة العمل حيث يوجد الكسول الذي يغطي كسله بالتذمر، ويوجد من يبادر بتقديم الأفكار والحلول، ومن يفرح بالتكليف بدراسة مشكلة معينة واقتراح حلها، ومن يفرط في السلبية ويرى أن كل ما يجري مجرد عبث وأن المشكلة لا حل لها. هنا يكمن التحدي في مسؤوليات مدير يعمل في بيئة عمل توجد فيها تلك المتناقضات، فهل سيحل هذه المشكلة؟ وكيف سيفعل ذلك؟