ما أكثر لطائف القرآن، وما أعظم خفاياه.. واللطائف -كما قال الجرجاني في كتاب التعريفات- جمع لطيفة وهي: كل إشارة دقيقة المعنى، تلوح للفهم، لا تسعها العبارة.. لذلك سأسرد لكم بعضاً من لطائف كتاب الله التي لا حصر لها اقتصرت فيها على الدقيق والعجيب واللطيف.. * دائماً إذا جاء الموت فاعلاً في القرآن الكريم فهو فاعل مؤخر في جميع المواضع، لأن الموت هو آخر شيء في حياة الإنسان لذا جاء مؤخراً، «إذا حضر أحدكم (الموتُ)»، «أينما تكونوا يدرككم (الموتُ)».. وهكذا عندما يأتي الموت فاعلاً تجده مؤخراً. * «فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً».. حذف التاء في الأولى كونها تناسب التسلق لسهولتها لأن السد أملس كلما حاولوا أن يرتقوه تزحلقوا، وأثبت التاء في الثانية كونها تناسب القوة والشدة في محاولة نقب السد فكانت الاستطاعة بإثبات التاء لكون الجهد والشدة في نقب السد. * «فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم»، جمع (شافعين) وأفرد (صديق).. لأنه من السهل على الإنسان أن يجد شفعاء له في شأنه، لكن يعزُّ عليه أن يجد صديقًا حميمًا. * لا مكان للترادف في القرآن: أقبل: جاء للأمر راغبًا «فأقبلت امرأته في صرّة». ورد: جاء لأجل التزود «ولما ورد ماء مدين». طرق: جاء ليلاً «والسماء والطارق». أتى: جاء من مكان قريب «فلما أتاها نودي». وفدَ: جاء مع جماعة «إلى الرحمن وفدًا». قدمَ: جاء من مكان بعيد «يقدم قومه يوم القيامة». * التتابع: إيراد الشيء بعضه إثر بعض دون فاصل «فصيام شهرين متتابعين».. والتواتر: تلاحق الشيء وبينهما فاصل زمني «ثم أرسلنا رسلنا تترا». * مقدمة النّوم تسمّى نعاسًا «إذ يغشيكم النعاس أمنةً». النّوم المتقطّع يسمّى هجوعًا «كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون». النّوم الطويل يسمّى رقودًا «وتحسبهم أيقاظًا وهم رقود». النّوم في النهار يسمّى قيلولةً «فجاءها بأسنا بياتًا أو هم قائلون». * من لطائف القرآن أن تجد كلمة تعطي معنى، وتعطي المعنى المضاد لها، في نفس الوقت، ومن ذلك: وراء: خلف أو أمام؛ «وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً»؛ أي: أمامهم. أسررت الشيء: أخفيته أو أعلنته؛ «وأسروا الندامة لما رأوا العذاب»؛ أي: أظهروها. * «إنهم فتية آمنوا بربهم»، «وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم». الفتية: الشباب الصالحون.. والفتيان: الخدم. * الفوز المبين: هو مجرد النجاة من النار «من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين». الفوز الكبير: هو مجرد دخولك الجنة «.. لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير». الفوز العظيم: هو الفوز برضوان الله «.. ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم». أسأل الله الفوز العظيم لي ولكم ولوالدينا وذرياتنا..