هاهو العالم العربي اليوم يتكاتف في معظمه على مقاطعة البضائع التركية بعد ما بذلت تلك الدول ما تستطيعه من نصح في مواجهة السياسة العدائية التي تنتهجها السلطات التركية، وتدخلها في شؤون تلك الدول، وهذا الإجراء هو أقل ما يمكن فعله للرد على الإساءات المتكررة من قبل النظام التركي تجاه المملكة العربية السعودية وكثير من الدول العربية، وهو وسيلة لإظهار الحس الوطني والانتماء الذي يتميز به المواطن السعودي عندما يتعلق الأمر ببلده. إن تعامل السلطات والقيادات التركية السلبي تجاه المملكة ورموزها وتجاه البلدان العربية وغيرها من دول المنطقة وتعنتها في التمادي والتجاوز للقيم المتعارف عليها بين الأمم والشعوب جعلها دولة منبوذة في عالمنا العربي وأسهم في انتشار هذه المقاطعة المجتمعية للبضائع والمنتجات التركية في الأسواق المحلية حتى في بلدان المغرب العربي كما نرى هذه الساعات في المغرب وتونس والعراق حيث بدأت هناك حملة مقاطعةٍ شعبية للمنتجات والبضائع التركية، بدأ بها مواطنو هذه الدول للتعبّير عن اعتراضهم على سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العدائية تجاه دولهم وحكوماتهم ورؤسائهم. لكن حاكم تركيا كعادته يهرب دوماً في صراعاته الإقليمية الى إطلاق خطاباته العنترية والتي غالباً ما تحرض على الإرهاب وتشوه من الإسلام وسماحته، مستغلاً عاطفة السذج ومعتبراً ما يحصل على بلاده (حرباً على الإسلام والمسلمين) وكأن أوهامه بالخلافة الإسلامية لازالت تعشعش في خياله. في المملكة اتسعت المقاطعة وشملت كل المحال التجارية كبيرها وصغيرها بدعم شعبي يجسد حقيقة أن ثمة تناغمًا بين المستورد والمستهلك، ما سيشكل بالتأكيد رداً على حكومة أردوغان التي تقابل اليوم هجومًا عنيفًا من معظم الإعلام التركي حيث رأينا كلام نائب حزب الشعب الجمهوري عن منطقة هاتاي، محمد قوزال منصور الذي قال: «ليست لدينا القدرة على تحمل خسارة أي سوق لهذا السبب يجب أن تحل هذه المشكلة بأقصى سرعة ممكنة». ولابد من الاعتراف هنا أن السياسة الخارجية التركية هي التي دفعت العديد من دول العالم لأن تأخذ موقفاً صارماً وموحداً ضد البضائع التركية كنوع من معاقبة المجرم أردوغان والذي يسيطر على القرار التركي وكل هذا لحثه على التراجع عن سياساته الاستفزازية في العالم أجمع وليس في هذا مبالغة، وانظروا إلى ما فعله الاتحاد الأوروبي وعدد من دول شمال إفريقيا وهو ما يؤكد قدرة السياسة السعودية عندما تريد حسم الملفات، ذلك أن حملة مقاطعة المنتجات التركية بدأها السعوديون، وتمددت في دول أخرى، وذلك يثبت ريادة الصوت السعودي الشعبي في حسم المعارك التي تطال وطنه من الأعداء وذاك أيضاً هو ترجمة حقيقية لمقولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بأن «همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض». وهي تثبت أن حملة مقاطعة المنتجات التركية وصل صداها للخارج. حتى يدرك سفيه تركيا أنه يجب عليه وقف تجاوزاته واستفزازاته الدائمة، ورعونته التي تجاوزت كل الحدود. ولست هنا لأتوقف عند مواقف عصابة الإخوان من هذه المقاطعة فهم ليسوا سوى أحذية في أقدام محركهم العثماني الذي يملأ مقرراته الدراسية بأن عدوك أنت أيها التركي هو العربي الخائن. ونقولها نحن العرب صراحة للمدعو أردوغان: «إننا ندعم حملة الأشقاء في المملكة وفخورون أنهم استطاعوا أن يحققوا نجاحاً كبيراً بحيث أصبح الإعلام الدولي يتحدث عن قوة حملتهم ضد منتجاتك التركية. ومن يتطاول على المملكة فقد فتح على نفسه باب العداء مع العالم العربي كله وأحلامك أيها الغازي التركي بالسيطرة على مقدسات الأمة العربية وثرواتها قد ولى إلى غير رجعة».