شاءت الأقدار أن يعود الحكم السعودي لقيادة مباريات دورينا، بعد انقطاع طويل لأسباب مختلفة، كان القاسم المشترك بينها "انعدام الثقة" فيه، ليس من الجماهير والإعلاميين وأصحاب القرار في الأندية فقط، إنما حتى من مسؤولي الرياضة، وعودة الحكام السعوديين لا تعني بأنه كسب ثقة الوسط الرياضي؛ لأن هذه المهمة لن تكون سهلة، وتحتاج إلى وقت ومجهودات مضاعفة من الحكام أنفسهم قبل غيرهم؛ لأنه مهما ظهر المسؤول ودافع عنهم، أو امتدحهم الإعلاميون، فإن الفيصل هو "الملعب"، وقدرتهم على الخروج من المباريات بأخطاء أقل. ولأكون صادقاً، فإن أول جولتين في الدوري لا تبشر بالخير، بسبب الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها الحكام، بالإضافة إلى الملحوظات العديدة عليهم فيما يخص تقنية الفيديو المساعد "VAR"، وأبرزها كثرة العودة للفيديو، والتوقف لفترة طويلة عند كل لقطة قبل إعطاء القرار، وأثر ذلك بشكل واضح على الأداء الفني في المباريات، آخرها مباراة الرائد والشباب التي كانت مثيرة وحافلة بالندية، وعابها مستوى الحكم سلطان الحربي الذي أوقفها لأكثر من 13 دقيقة على فترات متفرقة للاستعانة بالفيديو، ولم يشفع له ذلك لاتخاذ قرارات صائبة! مؤمن تماماً بأن الأخطاء واردة في كرة القدم، مثلما يخطئ اللاعب والمدرب والرئيس فإنه من الطبيعي أن نرى أخطاء للحكام، لكن ثمة هفوات غير مقبولة، لاسيما في وجود تقنية الفيديو، فالحكم عندما يشاهد اللقطة مرة ومرتين وثلاثة وتكون واضحة ويخطئ فإن هذا يدل على وجود خلل لديه يتعلق بمعرفته لقانون التحكيم واللعبة! مشكلة بعض الحكام أنهم ينزلون لأرضية الملعب وأذهانهم مشغولة بخارجه، ويتأثرون بما طُرح وسيطرح عنهم في الإعلام والسوشيال ميديا، لذلك نجدهم يترددون في قراراتهم ويفكرون ألف مرة، ويظهرون مهزوزين خلال قيادتهم للمباريات، الأمر الذي جعل بعض إدارات الأندية والإعلاميين يمارسون عليهم ضغوطات كبيرة؛ لأنهم يدركون بأنها ستؤثر عليهم لمصلحة أنديتهم. آمل أن يتمسك حكامنا بالفرصة الجديدة التي نالوها ويستفيدون من محفزات اتحاد القدم، وأن يقدموا أنفسهم بصورة تعيد لهم ولو جزءاً يسيراً من الثقة التي فقدوها، وهذا لن يحدث من دون شك وهم يرتكبون أخطاء فادحة تغير من نتائج المباريات، عليهم أن يكونوا أقوياء وألا يتأثروا بأي ضغوطات، فالعمل الذي سيقدمونه في الملعب هو الذي سيشفع لهم بالاستمرار.