على وقع فرض حظر التجول في بعض مناطق فرنسا وإيطاليا وإعادة فرض الحجر في مقاطعة ويلز وعدد من المدن البرتغالية، تتعزز تدابير الإغلاق في أوروبا الجمعة في مواجهة انتشار موجة ثانية من وباء كوفيد-19. وتتزايد الحصيلة باستمرار في فرنسا حيث تم إحصاء أكثر من 41600 إصابة جديدة خلال 24 ساعة، وهي أعلى أعداد يومية حتى الآن في هذا البلد، تفوق ب15 ألف حالة حصيلة اليوم السابق. وإزاء هذه الزيادة الكبيرة في الحالات، وسعت الحكومة الخميس نطاق حظر التجول الليلي المفروض بين الساعة 21,00 والساعة 6,00 ليشمل اعتبارا من منتصف ليل الجمعة 46 مليون نسمة في باريس والمدن الكبرى، ما يمثل ثلثي سكان فرنسا، وذلك لستة أسابيع. وفي ألمانيا تتمسك وزارة الصحة بتقديراتها بشأن توفر أول لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد بحلول الأشهر الأولى من العام المقبل. وقال متحدث باسم الوزارة الجمعة ردا على استفسار أن الوزارة لا تزال تتوقع توفر لقاح مع بداية 2021. ونقلت مجلة "دير شبيجل" عن وزير الصحة ينس شبان، قوله إنه من المحتمل توفر اللقاح بحلول يناير المقبل، لكن ربما أيضا في فبراير أو مارس، أو حتى بعد ذلك. وطلبت وزارة الصحة الاتحادية هذا الأسبوع من حكومات الولايات تقديم عناوين توصيل اللقاح بحلول 10 نوفمبر المقبل. وبحسب البيانات، من المقرر إنشاء 60 مركزا للتلقيح في أنحاء البلاد. وتحدث شبان عدة مرات عن إنشاء مثل هذه المراكز للتلقيح، في قاعات العرض، على سبيل المثال، موضحا هذا الشهر أنه من المحتمل أن يتم نقل وتخزين هذه اللقاحات في درجة حرارة تتراوح بين - 20 و- 70 درجة مئوية، ويتطلب هذا معدات مناسبة للتسليم والتخزين، خاصة وأن اللقاحات من المحتمل أن تأتي في حاويات كبيرة. وفي تركيا قال وزير الصحة فخر الدين قوجة الجمعة، إن وتيرة تفشي فيروس كورونا يتسارع مرة أخرى في أنحاء البلاد التي شهدت زيادة في أعداد الإصابات اليومية. وفي حديثه للصحفيين في إقليم بورصة بشمال غرب تركيا، قال قوجة إن 40 في المئة من إجمالي الحالات رُصدت في إسطنبول، أكبر مدن البلاد، حيث كان عدد الإصابات أعلى خمس مرات منه في العاصمة أنقرة. وسجلت تركيا ظهور أعراض الفيروس على 2102 أشخاص أمس الخميس، وهو أعلى رقم منذ مايو أيار عندما فرضت سلسلة من القيود. وأظهرت بيانات وزارة الصحة ارتفاع حصيلة الوفيات بالفيروس إلى "9584" يوم الخميس. وانتقدت أعلى رابطة طبية في تركيا والحزب المعارض الرئيسي قرار الحكومة عدم نشر سوى بيانات مرضى كوفيد-19 الذين تظهر عليهم أعراض، وقالا إن ذلك يخفي الحجم الحقيقي لتفشي المرض. وقال قوجة في وقت متأخر أمس الخميس إن على سكان إسطنبول تجنب الأماكن المزدحمة ما لم تستدع الضرورة، وقال اليوم إنه سيجري مناقشات في إسطنبول ابتداء من مطلع الأسبوع المقبل لتقييم الوضع. وفرضت تركيا إجراءات إغلاق في عطلات نهاية الأسبوع، وفرضت قيودا على الانتقال بين المدن وأغلقت المطاعم والمقاهي في وقت سابق هذا العام لإبطاء انتشار الفيروس. ورفعت جميع القيود تقريبا في يونيو حزيران، وفرضت الحكومة منذ ذلك الحين إجراءات مثل التباعد الاجتماعي والإلزام باستخدام الكمامات وفرضت غرامات على من يخالفون القواعد. وقال مسؤول كبير يوم الأربعاء إن أنقرة تدرس إعادة فرض بعض القيود لوقف تجدد الحالات لكنها ستتجنب الإضرار بالتعافي الاقتصادي. وقال نائب الرئيس فؤاد أقطاي لاحقا إنه لا توجد إجراءات مدرجة بأجندة الحكومة في هذه المرحلة. هذا وتعرّض وزير الصحة التشيكي الجمعة لحملة انتقادات بعدما ضبطته عدسة أحد المصوّرين خارجاً من مطعم كان من المفترض أن يكون مقفلاً بموجب القيود التي فرضتها وزارته بالذات لاحتواء تفشّي فيروس كورونا المستجد. وأفادت صحيفة "بليسك" أن الوزير رومان بريمولا الذي تسلّم منصبه في سبتمبر الفائت لم يتقيّد كذلك بوضع الكمامة الإلزامية فيما كان في سيارته مع السائق. وانهال على الوزير المُخالِف عبر شبكات التواصل الاجتماعي، عدد كبير من الانتقادات، أكانَ من المعارضة أو حتى من داخل الحكومة الائتلافية التي تضمّه. ونقل بيان نشرته وكالة "سي تي كي" عن رئيس خلية الأزمة الوزارية لمكافحة جائحة كوفيد-19 يان هاماتشيك قوله إن "القواعد يجب أن تنطبق على الجميع من دون استثناء"، معتبراً أن الوزير المعني "لا يمكن أن يبقى" في منصبه. وينتمي الوزيران إلى جهتين سياسيتين مختلفتين. وشهدن جمهورية تشيكيا تسجيل 223 ألف إصابة منذ مارس الفائت، فيما بلغ عدد الوفيات 1845، مما يجعلها في إطار الاتحاد الأوروبي الدولة ذات النسبة الأكبر من الإصابات بالمقارنة مع عدد السكان. وكان رئيس الوزراء أندري بابيس تعرّض هو الآخر للانتقادات خلال الصيف لكونه قصد جزيرة كريت لتمضية عطلة، رغم دعوته مواطنيه إلى عدم السفر. من جهتها، سمحت الهند الجمعة بإجراء المرحلة الثالثة للتجارب السريرية لعقار "كوفاكسين" وهو أحد العقارات المرشحة للتجارب ضد فيروس كورونا، والذي تنتجه شركة أدوية هندية. وعقار "كوفاكسين" الذي تنتجه شركة "بهارات بيوتيك" ومقرها مدينة حيدر آباد الهندية، تم تطويره بالتعاون مع المجلس الهندي للأبحاث الطبية من بين عشرات اللقاحات المرشحة في مختلف مراحل التجارب السريرية البشرية في مختلف أنحاء العالم. وأوصت لجنة من الخبراء من هيئة الرقابة العامة لضمان سلامة الأدوية أن يتم السماح بإجراء تجارب المرحلة الثالثة لعقار "كوفاكسين" بعد تقييم بيانات من مرحلتين أوليتين ودراسة على الحيوانات، طبقا لمتحدث باسم الهيئة. وتشمل التجارب المرحلة الثالثة اختبارات على آلاف الأشخاص. والهند، التي يبلغ عدد سكانها 3ر1 مليار نسمة وهي واحدة من أسوأ الدول تضررا من فيروس كورونا، هي الثانية بعد الولاياتالمتحدة، التي تجاوز عدد الإصابات بها ثمانية ملايين. وعلى الرغم من أن عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا يظهر تراجعا، إلا أن البلاد سجلت أكثر من 50 ألف إصابة جديدة وأكثر من 600 حالة وفاة يومية في أكتوبر الجاري. وفي ذات السياق، تعتزم سلوفينيا العودة إلى إغلاق جزئي يستمر أسبوعا اعتبارا من غد السبت لمكافحة انتشار سريع لفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد -19. وقررت حكومة رئيس الوزراء المحافظ يانيز يانسا هذه الخطوة بعدما لم ينجح أسبوع من تدابير أخف في إبطاء الأعداد المتزايدة بشكل حاد للإصابات الجديدة. وسوف يكون الإغلاق مماثلا للقيود التي فرضت في بداية الجائحة أوائل العام الجاري، حيث سوف تُغلق المراكز التجارية والمطاعم والفنادق وأغلب المتاجر ومهاجع الطلاب وسوف يتم خفض مركبات وسائل النقل العام بواقع الثلثين. يشار إلى أن سلوفينيا، التي يبلغ تعداد سكانها أقل من مليوني نسمة، تشهد موجة ثانية أسوأ من الانتشار الأول في مارس. وسجلت البلاد أمس الخميس 1663 إصابة جديدة نتيجة لإجراء 6215 فحصا ومعدل إصابات بواقع 25 بالمئة. وقالت الحكومة إن تسعة أشخاص توفوا جراء كوفيد-19 في الأربعة عشرين ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 211.