دعا مكتب منظمة الصحة العالمية في تركيا، أمس السبت، أنقرة، إلى أن تفصح بشكل أدق عن أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد، وسط مخاوف من أن تكون الحكومة متسترة على تفشي الوباء. وفي أحدث دعوة إلى توخي الدقة، نصحت الصحة العالمية، تركيا بأن تبلغ عن بيانات كورونا بما يتماشى مع المنظمة من أجل "تنسيق جمع البيانات وتدابير الاستجابة". ويأتي بيان منظمة الصحة العالمية بعد أيام من كشف وزير الصحة التركي أن أرقام "كوفيد-19" اليومية، التي نشرتها الوزارة منذ 29 يوليو؛ تعكس فقط المرضى الذين يعانون من الأعراض. ومعنى هذا الكلام هو أن وزارة الصحة التركية لم تُحصِ الحالات الإيجابية التي لم تعانِ من الأعراض؛ بخلاف ما هو معتمد في كافة دول العالم. وشكك منتقدون في مصداقية الحالات وأرقام القتلى التي أبلغت عنها تركيا خلال الوباء؛ فيما أشاد بيان منظمة الصحة العالمية بتركيا؛ لزيادة قدرتها على الاختبارات وجهود تعقب المخالطين. وقالت: "كانت وفق سكاي نيوز تعرف منظمة الصحة العالمية الحالات المؤكدة بأنها (شخص لديه تأكيد مختبري لعدوى كوفيد-19؛ بغضّ النظر عن العلامات والأعراض السريرية)". لكن وزير الصحة، فخر الدين قوجة، قال للصحفيين، الخميس: "نتحدث عن أشخاص يعانون من أعراض. نعطي هذا العدد اليومي للمرضى". وتظهر أحدث الأرقام الرسمية من الجمعة 321512 مريضًا مؤكدًا و8325 حالة وفاة بسبب "كوفيد-19" منذ مارس الماضي. وفي أغسطس الماضي، كشف عمدتا أكبر مدينتين في تركيا، أن الحكومة تحاول التستر على عودة منحى إصابات فيروس كورونا إلى الارتفاع، رغم الخطر الصحي المحدق بالناس جراء عدم الشفافية. وبحسب ما نقلته صحيفة "فاينانشال تايمز"؛ فإن عمدة مدينة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وعمدة العاصمة أنقرة، منصور يافاس، شككا في الأرقام التي تعلن عنها الحكومة التركية بشأن إصابات كورونا. وقال عمدة إسطنبول إنه بعث بعدة مراسلات إلى وزير الصحة واستفسره حول الأمر؛ مؤكدًا ضرورة التحلي بالشجاعة في الكشف عن وضع وباء كوفيد-19. وتساءل يافاس بشأن جدوى التكتم على الوضع، قائلًا: إن المطلوب هو أن يحصل العكس، أي أن يجري تصوير الوضع كما هو، وبما ينطوي عليه من خطورة، حتى يتوقف الناس عن الذهاب إلى مختلف التجمعات والأعراس والجنائز.