لا تنفصل النِّتاجات الفنّية في اللوحة التّشكيلية عن البيئة بكل ما يتصل بها من طبيعة وبناء وتراث وحياة اجتماعية مميزة بعمقها التاريخي وخصائصها الجمالية. المتأمل لأعمال الفنان التشكيلي إبراهيم بوقس يجدها تميل إلى الثراء الزخرفي في فضاءات مفتوحة للزخارف الإسلامية والشعبية المرتبطة بواجهات المباني والجدران والأدوات كآثار فنية خلفها الإنسان، فيمكن وصف سطحه التصويري بأنه منظومة من العلاقات الشكلية المتنوعة والمتشابكة، فيضم أشكالا هندسية يدخل في تكوينها المربع والمثلث والدائرة والشكل النجمي والخطوط الانسيابية والقاسية، تتكرر وتتعاقب بمسارات فنية تصاعدية وأفقية لا نهائية وقوة إيقاعية تضج بحركة مستمرة كانعكاس لحركة الناس والحياة يقتنص خلفها جمالية البناء المعماري لمساجد وبيوت كقيمة للمكان. يلخص بوقس علاقة الإنسان بالمكان عبر ضربات حرة تتبدل وتكرر كانعكاس للزمن وتأثيره على الإنسان والمكان في نصوص جمالية برؤية جديدة مختزلاً الواقع بخطوط ومساحات متناغمة مشحونة بالزخارف بامتداد جسد اللوحة كأرضية لونية تجريدية يدخل فيها الأحمر والأزرق والأخضر والأصفر على خلفية لونية فاتحة.