يعتبر كابتن فريق الرياض ومهاجمه الدولي الراحل فهد الحمدان (1385-1432ه) واحداً من ألمع الهدافين الذين دخلوا التاريخ بألقابهم الفردية وأهدافهم الحاسمة التي قادت أنديتهم إلى منصات البطولات في السنوات الماضية. الجانب المضيء في حياة هذا النجم «رحمه الله» دماثة خلقه وسلوكه الرياضي الرفيع الذي جعله نجماً محبوباً في الأوساط الرياضية والإعلامية بجانب انضباطه داخل وخارج الملعب واعتزل دون أن ينال بطاقة حمراء في مسيرته الطويلة. لقد مثّل فهد (مدرسة الوسطى) أروع تمثيل ما يقارب عقد ونصف العقد، ساهم خلالها في رسم الفرحة والبهجة على محيا محبي هذا النادي العريق.. نادي الرياض ثاني أقدم أندية العاصمة الذي كان يسمى عند تأسيسه عام 1373ه على يد الشيخ عبدالله الزير «رحمه الله» باسم «أهلي الرياض» ثم تغير إلى مسمى «اليمامة» أواخر الثمانينات الهجرية وبعدها استقر على اسمه الحالي «الرياض». وكان الحمدان من أهم الأوراق الرابحة التي يعتمد عليها المدربون الذين مروا على ناديه في ترجمة خططهم وصناعة الانتصارات داخل ميدان المنافسة. تُوج بلقب هداف الدوري مرتين.. ودخل التاريخ ب250 هدفاً تقنية مهارية وقدرة تهديفية كما كان الكابتن الراحل نجماً دولياً من القلائل الذين امتلكوا تقنية مهارية وقدرة تهديفية في شباك الخصوم من أصعب الطرق وتوج مسيرته التي بدأت مع الرياض عام 1404ه، بلقب هداف الدوري مرتين عامي 1414ه برصيد 15 هدفاً وعام 1417ه، برصيد 17 هدفاً، بجانب إحرازه لقب هداف دوري كاس الاتحاد 1414ه برصيد 11 هدفاً، وحين اعتزل عام 1422ه كان رصيد الحمدان من الأهداف مع ناديه والمنتخب 250 هدفاً أولها كان في أول مشاركة له مع الفريق الأول بمرمى النهضة في دوري 1404ه وانتهى بالتعادل 2/2 وسجل هدفي الرياض فهد الحمدان وكان مدربه البرازيلي اسبينوزا الذي استعان به من فريق درجة شباب الرياض في أول عام له بناديه. أول هداف للدوري بتاريخ الرياض أصبح فهد بتلك النجاحات والألقاب التهديفية الخالدة أول لاعب في تاريخ نادي الرياض ينال ذلك الشرف التاريخي الرفيع. كما ساهم النجم الراحل في حصول فريقه على لقب بطل كأس ولي العهد 1414ه وكاس الاتحاد 1415ه بجانب وصافة الدوري لموسم 1414ه ونال برونزية كاس دوري خادم الحرمين 1415ه إضافة إلى وصافة كأس ولي العهد مرتين أمام الهلال 1415ه وأمام الأهلي 1418ه فضلاً عن مشاركته في البطولة العربية ثلاث مرات ومشاركة واحدة في البطولة الآسيوية. نجاحات ذهبية لفيصل بن عبدالله وكل تلك النجاحات سجلها التاريخ بمداد من الذهب لرئيس الرياض الذهبي الأمير فيصل بن عبدالله بن ناصر «رحمه الله». الجميل في سيرة فهد الحمدان «رحمه الله» خلقه الرفيع واحترامه الخصوم وتقدير زملائه له فكان عنصراً فعالاً في زرع الحماس والروح العالية وسط زملائه وعاصر جيلين من لاعبي مدرسة الوسطى.. جيل الكابتن خالد القروني وعبدالعزيز الشليل وناصر سدوس ومحمد المطرف والحارسين سلطان الدوس ومنصور العساف وجميل المولد. جيل الرياض الذهبي ثم الجيل الثاني الذهبي: الحارس إبراهيم الحلوة وصالح النجراني وياسر الطائفي وطلال الجبرين ومحمد السبيت وطارق الرزقان وعبدالله الضعيان وعادل بخيت ومحمد القرني وأحمد زايد وبقية النجوم الذين قادوا (مدرسة الوسطى) إلى منصات البطولات ومصافحة الذهب لأول مرة في تاريخ النادي بعد 41 عاماً من تأسيسه. ميدان التدريب بعد الاعتزال وبعد اعتزال فهد الحمدان عام 1422ه اتجه إلى ميدان التدريب وساهم في تدريب شباب الرياض ثم كانت له مشاركات في أحد القطاعات العسكرية في مجال التدريب وكان يعد مشروعاً تدريبياً يقوم على اكتشاف المواهب الكروية وتوقع الجميع نجاح هذا المشروع بفضل قدرات فهد الفنية وخبراته الميدانية في اكتشاف المواهب التهديفية بوجه خاص. نهاية النجم الكبير عقب 10 سنوات من اعتزاله اللعب أصيب الكابتن فهد الحمدان بمرض قصور في الكلية ثم انتكاسة في الكبد بعد أن مكث قرابة الشهر أو يزيد في المستشفى العسكري وتوفي «رحمه الله» عام 2013م، عن عمر يناهز 47 عاماً تاركا ابناً واحداً (نهار) وسيرة نيرة وسمعة عطرة خلدها التاريخ وستظل تلوح في أفق الذاكرة الرياضية ووجدان محبيه وعشاق ناديه سنوات وسنوات.. تغمده الله بواسع رحمته. فهد الحمدان «رحمه الله» بشعار المنتخب 1414ه فهد متوجاً بجائزة أفضل لاعب في إحدى لقاءات الرياض 1414ه هداف الرياض الأول الحمدان في إحدى مباريات فريقه بموسم 1417ه النجم الراحل في احتفالية فوز الرياض بكأس الاتحاد للمرة الأولى ويظهر في الصورة الرئيس الذهبي الأمير فيصل بن عبدالله «رحمه الله» 1415ه