تقترب الانتخابات الأميركية في ظل أزمات لا تحصى تواجهها الولاياتالمتحدة، وفي مقدّمتها فيروس كورونا الذي يسجّل ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الإصابة في معظم الولايات مع أعداد وفيّات وصلت الى 215 ألف. وبدأ الجمهوريون يوم الاثنين عقد اجتماعات خاصة باللجنة القضائية في مجلس الشيوخ للتأكيد بشكل سريع على تعيين القاضية امي كوني باريت للانضمام الى المحكمة الدستورية العليا للبلاد في وقت مبكّر قبل الانتخابات وهو أمر أظهرت استطلاعات الرأي بأن الناخب الجمهوري يرغب بأن يراه يحدث في وقت سريع حيث سيكون تعيين باريت عامل انتخابي مساعد للرئيس ترمب وحظوظه خاصة في الولايات المتأرجحة، لا سيما أن الحزب الجمهوري يواجه تهديداً بخسارة امتياز الغالبية في مجلس الشيوخ بعد انتخابات نوفمبر. وعلى الرّغم من رفض الديموقراطيين لخطوة تعيين القاضية قبل الانتخابات، حيث ينتظر باريت استجواباً مطوّلاً من قبل الديموقراطيين قبل تعيينها في مجلس الشيوخ، إلا أن الغالبية الجمهورية في الشيوخ تملك الأصوات الكافية لاقرار تعيين باريت خاصة بعد أن أعلن عدد من الجمهوريين الذين عرفوا بمواقفهم المناوئة للرئيس ترمب عن استعدادهم للتصويت لباريت بسبب اتفاقهم من المبادئ المحافظة التي تحملها القاضية الجديدة. ومع إعلان الطاقم الطبي للرئيس ترمب عن تحسّن صحّته دون تفاصيل عن نتائج فحوصات "كوفيد-19" التي أجراها مؤخراً، يتحرّك ترمب في جدول مزدحم مستفيداً من كل يوم متبقّي حتى يوم الانتخابات حيث سيعقد مؤتمر شعبي في الهواء الطلق في فلوريدا، وبنسيلفينيا وأيوا وكارولاينا الشمالية، بينما سيتوجّه نائبه مايك بنس لولايات ويسكونسن وميشيغان وهي كلّها ولايات يتنافس عليها الجمهوريين والديموقراطيين بشدّة هذا العام. ومع تمكين الناخبين في عدد من الولايات من التصويت في وقت مبكّر، أعلنت الهيئات الانتخابية الأميركية عن قيام أكثر من 9 مليون أميركي بالتصويت حتى الان في ظاهرة فريدة قلما حدثت في الولاياتالمتحدة، خاصة مع تخوّف الأميركيين من تأخر صدور نتائج الانتخابات لهذا العام بسبب وجود ملايين الناخبين الذين سيقترعوا عبر البريد. وفي إعلان موجّه للأميركيين نشره جو بايدن في "فيسبوك" قال "تقلقني نتائج استطلاعات الرأي التي تظهر اليوم تقدمي بنفس نسبة تقدّم هيلاري كلينتون في العام 2016، حيث لاحظنا تناقض كبير في التبرعات لدعم حملتنا منذ نهاية شهر سبتمبر-أيلول وهو مؤشر مقلق" حلف الناتو سينتهي بغض النظر عن فوز ترمب أو بايدن: نشر موقع شبكة "بلومبيرغ" الأميركية مقالاً بعنوان "سواء كان الفائز بايدن أو ترمب، فان التحالف الأميركي - الأوروبي انتهى"، حيث أشار المقال الى قلة الاهتمام بالحديث عن السياسات الخارجية في الانتخابات الحالية وذلك لكثرة المشاكل التي تواجه المجتمع والاقتصاد الأميركي. وجاء في المقال "ببطء ولكن بثبات يستمر حلف شمال الأطلسي بالتفكك للأبد، وهذا لا يحدث بتأثير من ترمب وحده الذي يقول أن أوروبا عدو أكثر من كونها صديق، حيث كان أوباما قبل ترمب هو من أعلن عن ضرورة تشكّل محور جديد وتحالفات جديدة للولايات المتحدة في آسيا باتجاه المحيط الهادئ". وتحدّث المقال عن المخاوف التي تعيشها أوروبا في العقد الأخير من مواقف أميركا وزعمائها المتقلّبين حيث لم تعد ترى ألمانيا وفرنسا في الولاياتالمتحدة وجيشها القوي، عامل مساعد يمكن الاعتماد عليه، وحتى النظام التجاري والاقتصادي الأميركي بات عاملاً مضيّقاً على الأوروبيين. وتنبأ المقال بأن عهد الإعلان الرسمي عن القطيعة الأوروبية الأميركية قد اقترب سواء فاز بايدن أو ترمب حيث نرى أوروبا أيضاً تقترب كل يوم أكثر من روسيا والصين وتحاول التعامل مع الواقع الجديد وهو واقع بدأ قبل عهد الرئيس ترمب وإن كان ترمب قد عززه بابتعاده عن الدبلوماسية وعدم اصطناعه التقارب مع أوروبا. جولدمان ساكس: فوز بايدن سيحمل تأثيراً ايجابياً لأسعار النفط في العالم أصدر بنك "جولدمان ساكس" الأميركي صباح يوم الأحد تقريراً يشير الى أن موجة انتخابية زرقاء، أي فوز بايدن والديمقراطيين بالبيت الأبيض ومجلس الشيوخ سيكون حافزاً ايجابياً للغاية لأسعار النفط العالمية. وأضاف، يمكن لإدارة بايدن أن تحفز أسعار النفط للارتفاع، بشكل ملحوظ لأول مرة منذ بدء موجات الإغلاق في آذار-مارس الماضي. وعلى الرغم من التوقعات القاتمة للطلب على الطاقة مع استمرار جائحة فيروس كورونا في الضغط على الاقتصاد العالمي، لا يزال بنك جولدمان ساكس متفائلًا في أسعار النفط والغاز بعد الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة. وكتب فريق السلع بالبنك في مذكرة بحثية، لا نتوقع أن تؤدي الانتخابات الأمريكية القادمة إلى التأثير سلباً على توقعاتنا الصعودية لأسعار النفط والغاز، ومن المحتمل أن تكون الموجة الزرقاء في الواقع حافزًا إيجابيًا. وقالت المذكرة: "الرياح المعاكسة لإنتاج النفط والغاز في الولاياتالمتحدة ستزداد أكثر في ظل إدارة جو بايدن، حتى لو كان المرشح قد اتخذ نبرة وسطية وبالتالي سيكون هناك حتماً نفط أميركي أقل معروض في السوق العالمية".