تحت هذا المفهوم ظهرت دراسات وأفكار كثيرة في المجتمعات الغربية والمجتمع الأميركي على وجه الخصوص، ثم كان العمل الوثائقي المعضلة الاجتماعيّة "The Social Dilemma" الذي بدأت بعرضه شبكة Netflix بدءا من 9 سبتمبر من هذا العام 2020. في هذا الفيلم الوثائقي الدرامي المثير قدّم منتجو مقابلات معمقة (مثيرة ومحزنة) مع بعض كبار المهندسين الرئيسيين (السابقين) في صناعة التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية، قال هؤلاء الكثير عن تقنية الذكاء الاصطناعي والخوارزميات المصمّمة للتلاعب بالعقول والقلوب وفق أنظمة ذكية معقّدة تحقّق نسب نجاحات عالية في توجيه الفرد والمجتمع إلى خيارات محددة. وبحسب المصادر الأميركية فقد بدأت موجة التساؤل عن حقيقة المنصات الرقميّة بشكل جاد في العام 2013 عندما لاحظ "تريستان هاريس"، خبير أخلاقيات التصميم في شركة Google اتساع مدى الآثار السلبيّة لبرامج "تقنيات جذب الانتباه". على إثر ذلك قدّم تريستان عرضا بعنوان: A Call to Minimize Distraction & Respect Users" دعوة لتقليل تشتيت الانتباه واحترام المستخدمين". وكان أن انتشر عرضه حول العالم وغزا ضمائر بعض موظفي شركات التقنية العملاقة فانضم بعضهم إلى حملة التوعية بمخاطر المنصّات الرقميّة على مجتمعات اليوم، بعض المشكّكين أو من رأوا أن هناك مبالغة تفاجؤوا بعد ذلك في العام 2018 حينما انفجرت الأخبار كاشفة ما حذر منه "تريستان" وآخرون حيث انكشفت فضيحة Cambridge Analytica وعملها في التلاعب بالانتخابات في كثير من بلدان العالم. فيلم "المعضلة الاجتماعية" يستكشف كيف تعمل تقنيات المنصات الأكثر شيوعًا (فيسبوك، تويتر، يوتيوب، انستغرام وغيرها) وفق نموذج عمل أساسي لتتبع ورصد سلوك المستخدمين من أجل تعزيز حالة الإدمان ووضع "المستخدم" في حلقة مفرغة، ومما يكسب الفيلم ثقة عالية هو مزجه بين مقابلات خبراء التكنولوجيا السابقين في وادي السيليكون، والحبكة الدرامية التي تكشف الآثار السلبيّة لوسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال وتأثيرها على قضايا الانتخابات والعنف العرقي ومعدلات الاكتئاب والانتحار. ومن هنا يظهر السؤال مستصحبا كثيرا من الأسئلة عن أحوال ومآلات الشبكات الاجتماعية في بلادنا، إذ تشير التقارير المتخصصة إلى أن مواطني المملكة العربية السعودية يشكلون - على مستوى العالم - واحدا من أكبر الأسواق ل Snapchat وYouTube وغيرها بمعدل نمو سنوي يبلغ 8.7 ٪ وعدد مستخدمين نشطين للشبكات الاجتماعية يزيد على 25 مليون مستخدم في سبتمبر 2020. ترى من يتصدّى لدراسة ظاهرة المنصات الرقمية وآثارها (العميقة) في الحاضر والمستقبل؟. * قال ومضى: لا تحدثني عن فضيلة (الصمت) وأنت تقبض ثمن أرذل (الكلام) بالذهب.