توقعت شركة «جدوى للاستثمار» أن يؤدي فتح الاقتصاد ومواصلة رفع القيود المتصلة بجائحة كوفيد - 19، إلى تحسين آفاق التوظيف في السوق المحلي في النصف الثاني من العام 2020. وأضافت في تقرير أصدرته حول تطورات سوق العمل السعودي، أنها تتوقع حدوث تحسن تدريجي في معدل البطالة وسط السعوديين في النصف الثاني من العام، حيث ينتظر أن يسهم تمديد نظام «ساند»، وكذلك المبادرات الأخرى التي ينفذها صندوق تنمية الموارد البشرية ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، في هذا التحسن في الفترة القادمة. وأوضحت أنه رغم الأوضاع الاستثنائية التي واجهها سوق العمل في الربع الثاني، فإن نظام دعم التوظيف الذي يشرف عليه صندوق تنمية الموارد البشرية ونظام «ساند»، ساعدا على التخفيف من مستوى خسارة الوظائف في سوق العمل. وقالت إن فتح الاقتصاد ورفع عدد من القيود المتصلة بالجائحة ساعدا على خفض عدد الأشخاص غير العاملين خلال الربع الثالث من العام الجاري، مشيرة إلى أن طرح وظائف موسمية خلال الصيف، كجزء من مبادرات السياحة المحلية التي تشرف عليها وزارة السياحة أدى إلى تعزيز مستويات التوظيف. وأشارت إلى وجود عدة مؤشرات إيجابية ستدعم سوق العمل في الربع الرابع، حيث إن بيانات الإنفاق الاستهلاكي ومؤشر مديري المشتريات يشيران إلى أن الاقتصاد المحلي يشهد تعافياً تدريجياً، كما سيسهم الرفع التدريجي للقيود على العمرة، في المساعدة على تحفيز خلق فرص وظيفية. وتوقعت أن تنتعش الفرص الوظيفية الموسمية في الربع الأخير، تماشياً مع استمرار أنشطة الترفيه، وإن كان بمستوى أكثر محدودية مقارنة بالعام الماضي، في مختلف أنحاء المملكة. وأظهر آخر إصدار للهيئة العامة للإحصاء بخصوص سوق العمل، ارتفاع معدل البطالة بين المواطنين السعوديين إلى 15,4 % في الربع الثاني لعام 2020، مرتفعاً من 11,8 % في الربع الأول لعام 2020، عاكساً الضرر الاقتصادي الناجم عن تأثير عمليات الإغلاق المتصل بجائحة كوفيد - 19 على الاقتصاد المحلي خلال الربع. وارتفع معدل مشاركة القوى العاملة بين السعوديين ككل، بدرجة كبيرة في الربع الثاني لعام 2020، ليصل إلى 48,8 %، مقارنة ب 46,2 % في الربع الأول لعام 2020، مع ملاحظة زيادة كبيرة في معدل المشاركة وسط الإناث. وتراجع عدد العاملين الأجانب في سوق العمل بنحو 19 ألفاً، على أساس صافٍ خلال الربع الثاني على أساس المقارنة الربعية، وفي الوقت ذاته، تشير بيانات الهيئة إلى أن عدد التأشيرات الجديدة الصادرة لعمالة أجنبية للقطاع الخاص في الربع الثاني لعام 2020 بلغ 32 ألف تأشيرة، وهي تقل بدرجة كبيرة عن عدد التأشيرات الصادرة في الربع الأول، والتي بلغت 342 ألفاً، رغم ذلك، تشير البيانات أيضاً أن 97 % من التأشيرات الصادرة لم تستخدم، في حين تم إلغاء ال3 % المتبقية، وليس هذا الأمر بمستغرب، باعتبار أن قيود السفر المتصلة بمكافحة جائحة كوفيد - 19 تم تطبيقها خلال الربع. ووفقاً لتقرير الجدوى ونظراً إلى التوظيف حسب القطاعات، شهدت معظم القطاعات انخفاضاً في عدد السعوديين والأجانب على حدّ سواء في الربع الثاني لعام 2020. وكانت القطاعات التي سجلت العدد الأعلى من خسارة الوظائف في القطاع الخاص بالنسبة للسعوديين هي: التعليم، وتجارة الجملة والتجزئة، والأنشطة المهنية، وهو أمر يماثل المسارات التي لوحظت على المستوى الدولي.