المعلّم يحمل على عاتقه أمانة العلم وهو صاحبُ فضل كبير ورسالته السّامية في تربية الأجيال وتعليمها وتثقيفها، فالمعلم هو من تحمّل الأمانة في تعليم النشء منذ البداية بالقراءة والكتابة وكيفية إمساك القلم ورسم ملامح المستقبل لهم وحُسن إعداده ومراقبته لله في تربية الأبناء وتعليمهم، فقد تخرّج على يديه الطبيب الذي يعالج الأمراض، والمهندس الذي يشيد المساكن ويقيم المنشآت والجسور والضابط الذي يحفظ الله به الأمن ويرد به كيد العدو، وكذلك أصحاب المهن والعلوم المختلفة، إنّ نشأة كل حضارة وبداية كل نهضة لا تكون إلا بالعلم وجهود وتضحيات المعلم التي لها بالغ الأثر في نهضة الشعوب وتقدّمها، وجائحة كورونا التي عمّت العالم بأكمله كانت التحدي الصعب فقد أثبتت المملكة تفوقها في أنظمة التعليم واستخدام التقنية الحديثة باستحداث التعلّم عن بُعد عبر «منصة مدرستي» وسخرّت كافة الإمكانيات والدعم المالي والميزانيات الكبيرة كي تسير العملية التعليمية كما خطط لها، ويقدّم من خلالها التعلّم عن بعد بأفضل صُورِه فيلتقى الطلبة بالمعلمين أثناء الحصص ويستمعون للدروس ويشاهدون الوسائل التعليمية تُعرض عليهم ويتاح لهم الفرصة في النقاش والتفاعل وإحداث التنافس في الحصص الدراسية، فالعمل بمنصة مدرستي ونجاحاتها تحققت بفضل الجهود الكبيرة والعمل كفريق واحد وزارة التعليم وإداراتها في كافة المناطق والمحافظات وقائدي المدارس والمشرفين وما يقومون به من توجيهات ومتابعة في تقديم الأدوات والبرامج المبتكرة لدعم للكادر التعليمي ومتابعة نواتج التعلم وكذلك المعاهد والكليات والجامعات مما كان لذلك الأثر الكبير والإيجابي على أبنائنا وبناتنا. وقد احتفت دول العالم ب «اليوم العالمي للمعلمين» الذي يوافق الخامس من أكتوبر من كل عام، وحمل شعار هذا العام (المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات وإعادة تصوُّر المستقبل)، فالمعلمون بهذه الاحتفالية السنوية يُعبّرون عن فرّحتهم وسعادتهم ويستشعرون بهذه المناسبة أن جهدهم قد قُدّر.