رفع معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ باسمه وباسم جميع منسوبي ومنسوبات وزارة التعليم أسمى آيات التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز –حفظهما الله-؛ بمناسبة حلول الذكرى التسعين لتوحيد مملكتنا العظيمة على يد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-. وقال معالي وزير التعليم: "تعود ذكرى اليوم الوطني في كل عام؛ لتوثق صلاتنا بإنجاز الوحدة الذي نهض لأجله جلالة الملك عبد العزيز -رحمه الله -ورجاله المخلصون من أبناء هذا الوطن العظيم، وقدموا التضحيات الغالية في سبيل قيام واستمرار مملكتنا الحبيبة وبنائها على كلمة التوحيد، وقيم العدل والإخاء والسلام، التي لم ينقطع أثرها الحميد حتى يومنا هذا أمناً ورخاءً في كافة أرجاء مملكتنا الغالية، والشرف الأسمى في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وتلاحم القيادة والشعب، والتنمية المستدامة المتوازنة بين جميع المناطق والمحافظات، والعلاقات الدولية الوثيقة والمؤثرة في العمق العربي والإسلامي والعالمي بلا حدود، وكافة المنجزات المتواترة نحو التقدم والرقيّ". وأكد معاليه قائلاً: "إنّ يومنا الوطني البهيج سيعود كل عام -بحول الله-مُجدِّداً وعي أبناء وبنات هذا الوطن الشامخ بعظمة هذا المنجز، ومرسّخاً في الوقت ذاته القواعد والأسس التي قام عليها هذا البناء الفريد، ليكون منهلاً عذباً متدفقاً ينهلون منه جيلاً بعد جيل، ويتلمسون من خلاله حجم المعاناة التي كانت وراء تحقيق هذا الحلم الكبير؛ ليكون هذا اليوم حافزاً لهم للعمل على نهضة الوطن، والمحافظة عليه، وافتدائه بكل غالٍ ونفيس". وقال معاليه: "إن المملكة قضت تسعين عاماً في البناء والتشييد؛ لتنتقل بثبات إلى عصر حديث ومتقدم. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين –حفظهما الله-، لم يكن للطموح سقف يحدّه، مدعوماً بعزيمة لا تلين، واهتمام لا يتوقف؛ ليعيش فيه أبناء وبنات هذا الوطن تحولات تاريخية في تشييد المفاهيم الجديدة للتطور، وليرسم هذا العهد خارطة جديدة من المنجزات النوعية ذات العائد الملموس. ووضّح معاليه أن التعليم يُعدّ أحد أهم الأركان الأساسية التي يشيّد عليها بناء الأجيال لمواكبة العصر الحديث، وتخطيط مستقبل وطنٍ زاهٍ، محصّنة بالقيم المثلى، ومعزّزة بهوية وثيقة الولاء لقيادتها الرشيدة، شديدة الانتماء لوطنها أرضاً وثقافةً، تسهم بكل تفانٍ في تحقيق رؤية المملكة 2030. وسترى هذه الأجيال -بعون الله- في واقعها ما يعزز ثقتها في مستقبلها، ويدفعها إلى المزيد من المشاركة البناءة والحضور الفاعل، واستثمار إمكاناتهم؛ ليجني الوطن بكل ذلك منجزات تلغي فكرة المستحيل في وعي هذا الجيل والأجيال القادمة. وأضاف معاليه: "نحن في وزارة التعليم بقطاعيها التعليم العام والجامعي نشعر بالامتنان الكبير لقيادتنا الرشيدة على ما نحظى به من اهتمام ودعم ورعاية، لا سيما في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع. فقد هيأت الدولة -أعزها الله- للتعليم كافة الاحتياجات التي يتطلبها الوضع للتعامل مع جائحة كورونا2؛ ليخوض التعليم مرحلة تاريخية فارقة في مسيرته على عدة مستويات، أهمها تنمية قدرات الوزارة في التعامل مع الجائحة من خلال تقديم التعليم عن بُعد، وفق خيارات متعددة، متزامنة وغير متزامنة، أسهمت في تأسيس رؤية جديدة تقود التعليم في المملكة إلى واقع جديد وثري بالخبرات والممارسات التعليمية بمستويات غير مسبوقة، مكّنت الوزارة من إحداث نقلة نوعية في تقديم التعليم. وقد حرصت وزارة التعليم منذ اليوم الأول لتعليق الدراسة حضورياً على عدم توقف التعليم يومًا واحدًا، وتم تقديم التعليم عن بُعد وفق بدائل جاهزة وفاعلة بشكل فوري، إذ قدّمت الوزارة العديد من الخيارات الإيجابيّة في سبيل توفير البدائل الإضافية المناسبة عبر (23) قناة فضائية لقنوات عين التعليمية تبث على مدار الساعة، منحت الطلبة ما يمكّنهم من متابعة تعليمهم دون انقطاع، منها ثلاث قنوات للتربية الخاصة، إضافة إلى الخيارات الأخرى التي ساعدت أبناءنا وبناتنا الطلاب والطالبات في الوصول إلى المناهج العلميّة والمواد الإثرائيّة بعدد من الوسائل المختلفة مثل بوابة عين الوطنية، وبوابة المستقبل، ومنظومة التعليم الموحدة، وقناة عين في اليوتيوب. وقد استُكملت الرحلة التعليميّة وفق خطة مستقلة ومزمّنة بجداول حصص أسبوعيّة لكافة المقررات الدراسيّة للفصل الدراسي الثاني، ولجميع الصفوف الدراسية في كافة مراحل التعليم العام، وبما يكفل حصيلة تعليميّة وافية للطلبة. كما قامت الجامعات بدورها التعليمي أثناء الجائحة، حيث أعدّت الجامعات السعودية الحكومّية والجامعات والكليات الأهليّة خطط تحوّل تنفيذية للتعلّم عن بُعد، تضمن استمرارية العملية التعليميّة، وتعالج ما قد يواجه هذه المرحلة من تحديات. ولم تدّخر وزارة التعليم جهدًا في دعم الانتقال السلس إلى التعليم الإلكتروني، إذ وفرت لأجل ذلك رخصة وطنية لكل الجامعات السعودية الحكومية لاستخدام نظام التعليم عن بُعد والتعلّم الإلكتروني. وأكد معاليه أن وزارة التعليم تواصل العمل ليلاً ونهاراً لبداية عام دراسي جديد، مستفيدة من كل جهودها وخبراتها السابقة خلال العام الدراسي المنصرم، وقد أكملت الوزارة استعدادها للعام الدراسي الجديد بكافة الاحتياجات المطلوبة لتقديم التعليم النوعي، سواء كان ذلك حضورياً أم عن بُعد من خلال منصة (مدرستي)، التي أصبحت جاهزة لتقديم التعليم المتزامن وغير المتزامن، وفق دروس معيارية تقدم المعلومة بالصورة التي يتطلع إليها المجتمع. وقد هيأت الميدان لذلك بعدد وافر من البرامج التدريبية التي تمهّر المعلمين في مجال التعامل مع الواقع التدريسي الإلكتروني الجديد. وقال معالي الوزير "إن هذه التحديات التي واجهتها وزارة التعليم بفعل جائحة كورونا2 لم تصرفها عن الكثير من واجباتها المتصلة بتطوير التعليم، فقد أكملت وزارة التعليم تسكين أكثر من (520) ألف معلم ومعلمة على لائحة الوظائف التعليمية الجديدة بشكل سلس وخالٍ من الأخطاء، وهي لائحة سيكون لها عظيم الأثر في تحسين أداء المعلمين، ليكون منسجماً مع تطلعات رؤية المملكة 2030، وبصورة تستجيب لمتطلبات مهارات القرن الحادي والعشرين، التي تتطلب تعليماً حديثاً في أنظمته، يستمد طاقاته من التنافس في تقديم المعرفة، والسعي الدؤوب من المعلمين والمعلمات لاقتناص فرص التطور، وملاحقة كل جديد يثري العمل التدريسي بعد ربط الترقية بالجدارة والاستحقاق ". وأشار معاليه إلى أن التعليم العام يشهد نمواً متسارعاً في جميع المجالات، مما يفرض على الوزارة التوسع في برنامج الطفولة المبكرة؛ لتحسين جودة التعليم، وحصول كل طفل على فرص التعلّم الحديثة. إضافة إلى شروع الوزارة في إعادة وتطوير برامج إعداد المعلم في كليات التربية بالجامعات، وفق منهجية تحقق المهارات التدريسية المطلوبة في معلمي المستقبل. وأضاف معالي الوزير" استجابة من وزارة التعليم لقرار مجلس الوزراء رقم (701) وتاريخ (26/12/1441 ه) القاضي بتكليف وزارة التعليم رئاسة الفريق الفني المعني بإعداد التصنيف السعودي الموحد للمستويات والتخصصات التعليمية؛ فقد أكملت وزارة التعليم إعداد هذا التصنيف ليكون محور انطلاق للربط والاتساق بين ما تقدمه المؤسسات التعليمية والتدريبية من تخصصات ومؤهلات، وبين ما يحتاجه سوق العمل في القطاعين الحكومي والخاص من مهارات وكفايات؛ لتعمل كل الجهات باتساق عالٍ، يحقق تطلعات القيادة الرشيدة - أيدها الله - في وطننا العزيز". وأشار معالي وزير التعليم إلى أن التعليم الجامعي سيشهد نقلة نوعية مع نظام الجامعات الجديد، الذي بدأ تطبيقه على ثلاث جامعات، وستستكمل بقية الجامعات تطبيق نظام الجامعات بصورة متدرجة خلال الأعوام القادمة، مما سيسهم في تعزيز مشاركة الجامعات علمياً وبحثياً ومجتمعياً، ويمنحها استقلالية تنظيمية لتحقيق عائد ينعكس على أداء القائمين عليها. وأكد معالي وزير التعليم في ختام تصريحه أن وزارة التعليم ستمضي قُدماً وفق تطلعات قيادتنا الرشيدة -حفظها الله-في تطوير مكونات منظومة التعليم والتدريب، سواء على مستوى الأنظمة والهيكلة وحوكمتها، أو على مستوى الكوادر البشرية، أو على مستوى المناهج الدراسية، لضمان جودة مخرجات التعليم، وتنوّع مساراته التعليمية والمهنية والتدريبية؛ لتعزيز كفاءة رأس المال البشري بما يتفق مع رؤية المملكة 2030؛ تلبية لاحتياجات التنمية الوطنية، وإيجاد المواءمة الوثيقة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، وتعزيز صورة المواطن السعودي الإيجابية، وتمكينه من المنافسة في المحافل الدولية.