في كل عام يحتفل العالم أجمع باليوم العالمي للمعلم في يوم 5 أكتوبر سنوياً منذ عام 1994، حيث تبرز أهمية مهنة التعليم والإنجازات التعليمية، ودور المعلم في الارتقاء بالعلم والمعرفة، حيث جاء شعار منظمة اليونسكو تحت مسمى «القيادة في أوقات الأزمات، وإعادة تصور المستقبل»، ويتزامن هذا الشعار مع ما يشهده العالم في هذا الوضع الاستثنائي في ظل جائحة فيروس كورونا، والتحديات التي تواجه المعلمين والمعلمات في تدريس الطلاب والطالبات. وقد قامت وزارة التعليم بجهود مكثفة وحثيثة في ظل هذه الأزمة لتوفير متطلبات التعامل مع تلك الظروف الاستثنائية، من خلال إتاحة منصات تعليمية إلكترونية متنوعة، وقنوات تلفزيونية مباشرة، إضافة إلى الصفوف الافتراضية؛ لضمان التعليم الجيد لجميع الطلاب، وتهيئة إمكانية الحصول على المعارف والمهارات اللازمة لطلبة كل مرحلة تعليمية. وأودّ أن أشير إلى أنّ هناك عديداً من الأمثلة والنماذج والتضحيات التي تؤكّد عظم المسؤولية الواقعة على عاتق المعلمين والمعلمات الذين يكرسون حياتهم لتقديم المعرفة، وصقل مهارات طلابنا في مملكتنا خلال هذه الفترة الاستثنائية، فكَمْ من معلّمٍ ألمَّتْ به محنة الإصابةِ، ولم يتخاذل وهو على سرير التعافي أن يقدّم دروسه لتلاميذه عن بُعد، وكم من آخرين ساعدوا الطلبة على الوصول لدروسهم وتهيئتها عبر الإنترنت. فالمعلمون والمعلمات قاموا بجهود رائعة مشكورة، وعمل دؤوب في سبيل تعليم أبنائنا تعليماً استثنائياً مميزاً خلال تلك الفترة، فهنيئاً للوطن هذه الكوكبة المناضلة في سلك التعليم. وفي ظل الأزمات والتحديات والصعوبات يبقى المعلم نبراساً يضيء، ومنارةً تهدي الحيارى، ورسالةً يصل أثرها التربوي إلى أعماق النفوس، فتظل الأجيال تلو الأجيال تشهد للمعلم بدوره الفاعل من العطاء والتضحية المثمرة التي تمنح الأمّة ارتقاءها وسموّها، فإلى كُلّ مشعل من مشاعل الهداية، وإلى كل معلم ومعلمة، أطيب تحية من القلب. * مدير مركز بحوث كلية التربية