مع إطلالة فجر يوم الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام تحل الذكرى الخالدة لتأسيس هذا الكيان العظيم الذي تشعر مع النطق باسمه بكل معاني العز والفخر إنه «المملكة العربية السعودية». وفي هذا العام نسترجع الذكرى التسعين للوحدة الأكثر تأثيرا داخليا وإقليما ودوليا في العصر الحديث، إنها الوحدة التي تحدت كل عوامل التفرقة، ومعاول الهدم، ومحاولات التأثير. نعيش فرحة مضاعفة بهذا الوطن الفريد، حيث انتقلنا في سيرنا نحو القمة من كوننا دولة مهمة في الخارطة العالمية، إلى إحدى أكثر الدول أهمية وتأثيرا على مستوى العالم. اليوم نقود مجموعة العشرين التي ينضوي تحت لوائها أكبر اقتصاديات العالم، وما كان لهذا الأمر أن يكون لولا توفيق الله أولا ثم الجهد الاستثنائي للقيادة الرشيدة التي يقود مسيرتها الملك المظفر والإمام العادل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أطال الله عمره - يعضده في ذلك ولي عهده الأمين الشاب محمد بن سلمان - حفظه الله - عراب رؤية المستقبل، الذي أصبح اليوم ملهما للشباب ليس في المملكة وحدها، بل وخارجها أيضا، يحيط بهما شعب أعلن بيعته لهما على السمع والطاعة، والعمل معا على استمرار نهضة الوطن وتقدمه، كما أن القيادة والشعب ينتظمان صفا واحدا في الدفاع عن كل ذرة من ذرات تراب هذا الوطن الأغلى من النفس والنفيس. إنه الوطن الذي يظلل أبناءه بالرعاية في الداخل والخارج، وهو القيادة الرحيمة الساهرة على أمنهم وتأمين سلامتهم فوق كل أرض وتحت كل سماء. لقد تابعنا وشهد العالم بأسره كيف استنفرت الدولة طاقاتها وإمكانياتها لموجهة جائحة كورونا التي تداعت أمام سطوتها دول عظمى، ولكن المملكة وبفضل من الله وتوفيقه، ثم الحكمة وحسن الإدارة التي تعاملت بها الحكومة الرشيدة، أثمرت محاصرة الوباء والتخفيف من آثاره. كما أن الدولة - رعاها الله - قد نفذت خطة إجلاء ورعاية فائقة الإتقان، عالية الاحترافية، لأبنائها المواطنين العالقين بالخارج أثناء الوباء، تلك الخطة وذلك التعامل مع الأزمة الذي أذهل العالم وكان محل التقدير والثناء، فقد وفرت لهم الإقامة الآمنة في أرقى الفنادق، ووفرت لهم الطواقم الطبية التي تعتني بهم وتسهر على راحتهم، كما سيرت الرحلات الجوية لإعادتهم إلى وطنهم حيث الأمن والأمن، حيث الأهل والعائلة، وفي هذا المقام لا يمكن أن ننسى مشاهد المواطنين العائدين وكيف كانت دموع الفرح تتقاطر من أعينهم فرحا بالعودة إلى الوطن، وألسنتهم تلهج بشكر الله سبحانه وتعالى ثم الدعاء الخالص أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وكافة العاملين على هذه الوقفة غير المستغربة من قيادة تضع المواطن وأمنه وسلامته أولا. الكلام في وطني وعن وطني لا ينتهي، وما في القلب له تعجز الحروف والكلمات أن تعبر عنه؛ لذا نرفع أكف الضراعة إلى الله أن يحفظ بلادنا قيادة وشعبا.