لا شك أن المملكة هي إحدى الدول التي برزت ونجحت بوضوح في التعامل مع جائحة كورونا، هذا النجاح كان خلفه أسباب كثيرة أولها وعي وحكمة القيادة السياسية وإدراكها المبكر لخطورة كورونا، ثم اتخاذ القرارات الاحترازية في وقت مبكر وحرصها على سلامة المواطنين والمقيمين، ومن أسباب النجاح توفر الإمكانات الصحية والبنية التحتية والقوى البشرية التي شكلت مجتمعة منظومة عمل منسقة تعمل بتناغم ومتابعة فعالة لتطورات الجائحة. وتكتمل المنظومة بالوعي الاجتماعي وما نتج عنه من تعاون والتزام بقرارات الدولة. النجاح شمل كل المجالات وأهمها المجال الصحي، ومجال التعليم، والقطاعات الأمنية المختلفة. في التعليم كان التعليم عن بعد تجربة ناجحة وبديلا ضروريا للتعليم المباشر في مقر المدارس. هذا البديل نظر إليه البعض كتوجه استراتيجي، وأسلوب عصري متطور؛ لأنه يستخدم التقنية، حيث أصبحت التقنية هي معيار التقدم. وجهة نظري - وقد أكون على خطأ - أن التعليم عن بعد بديل رائع في الظروف الصعبة كحالة كورونا، الأسئلة التي تبادرت إلى ذهني ونحن نتغزل بالتقنية هو: هل التعليم عن بعد هو المستقبل؟ هل هو حل استراتيجي أم مؤقت؟ ماذا عن الدور التربوي للمدرسة؟ ماذا عن التفاعل الإنساني المباشر؟ ماذا عن الفعاليات داخل المدرسة التي تحقق أهدافا لا تحققها التقنية، منها الأهداف التربوية التي لا تتحقق عن بعد بنفس مستوى تأثير اللقاءات المباشرة. نعم، نجحت وزارة التعليم، وكانت بقياداتها وكافة منتسبيها في مستوى المسؤولية، كانت الوزارة حاضرة ومتفاعلة مع نبض المجتمع، ما أطرحه هنا هو وجهة نظر تربوية عن فكرة التعليم عن بعد ملخصها أن التعليم عن بعد حل تقني رائع وبديل مهم في حالة حدوث أزمات لا سمح الله كأزمة كورونا، أما على المدى البعيد فهو لا يغني عن المدرسة سواء في دورها التعليمي المعرفي أو الدور الأهم والأصعب وهو الدور التربوي. لا شك في إيجابيات التعليم الإلكتروني ولكن المدرسة توفر التفاعل الإنساني المباشر والحياة الاجتماعية والبعد التربوي. لا شك أن تجربة التعليم عن بعد في المملكة هي إحدى قصص النجاح الوطنية في مجالات كثيرة برزت فيها المملكة دوليا على كافة المستويات. أزمة كورونا كشفت قدرات الدول القيادية، وإمكاناتها البشرية، وبنيتها التحتية، ونظامها الصحي، التعليم في المملكة يحظى بأولوية قصوى في خطط التنمية وهو خاضع للتقييم والتطوير بصفة مستمرة، وهذا يفسر لنا نجاح تجربة التعليم الإلكتروني خلال أزمة كورونا رغم الصعوبات والعوائق التي واجهتها كما أشار معالي الوزير. مرحبا بالتقنية كوسيلة وليس غاية وخاصة في مجال التربية والتعليم، نعم التعليم التقليدي في كل العالم يحتاج إلى تطوير، مرحبا بهذا التطوير ولكن عن قرب داخل المدرسة.