نحتفى بذكرى اليوم الوطني السعودي ال 90 الذي نستذكر فيه قصة الملحمة الوطنية في توحيد هذه البلاد العزيزة ، تحت لواء جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله -، وهذه المناسبة نستلهم منا الدور الذي لعبته الأميرة نورة بنت عبدالرحمن إحدى الشخصيات النسائية المؤثرة في تأسيس هذا الكيان، فقد ساهم حضورها ووعيها المبكر في تشكيل المشهد العام في السنوات الأولى إبان تأسيس الدولة السعودية الثالثة وهذا الأمر يُمثل دلالة واضحة على حضور المرأة السعودية وفعالية دورها في صناعة التطورات السياسية والتاريخية والاجتماعية على مستوى الدولة. وامتداداً لذلك فإن المرأة في المملكة العربية السعودية منذ توحيدها، حظيت باهتمام ودعم قادة هذه البلاد للمساهمة في نمو وارتقاء الوطن عبر مختلف المجالات، وصولاً إلى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -الذي شهدت فيه المرأة عصراً استثنائياً من الدعم والعناية ، والتي مكنتها من تحقيق المنجزات على المستوى العملي والعلمي ونجحت في ترجمة هذه الثقة إلى انجازات مكتسبة على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي. فعلى المستوى الوطني، تؤدي المرأة اليوم دوراً تنموياً محورياً انطلاقاً من مبدأ المشاركة الكاملة في منظومة البناء والنماء ضمن رؤية المملكة، كونها أحد العناصر المهمة المجتمع، نظراً لما تتمتع به من امكانيات وطاقات يُمكن تسخيرها في بناء مستقبلها ومستقبل وطنها، حيث أشغلت المرأة بنجاح مختلف المراكز المهنية و التنموية. أما على المستوى الإقليمي، فسرعان ما لفتت المرأة السعودية الأضواء ، نظراً لما تمكله من كفاء وتأهيل عالي ساهم في تعزيز دورها في المجتمعات الدولية وهذا ما اعتمدته لجنة المرأة العربية من خلال اطلاق الرياض عاصمة للمرأة العربية للعام الجاري 2020. وعالمياً تتبوأ اليوم المرأة السعودية، موقعاً مرموقاً بعد منحها الثقة في أداء المهمات والمساهمات الوطنية بشكل أوسع وأكبر في الساحة الدولية وما تتضمنه من مناصب وطنية في تمثيل المملكة من خلال المؤسسات الحكومية الخارجية والمنظمات الدولية المشتركة. وفي هذه الذكرى الوطنية، يتعين علينا جميعاً أن نتطلع إلى المستقبل الذي هيأت قيادتنا الرشيدة كافة الظروف والفرص لصالح المرأة ولابد أن نتسأل ، أين تقف المرأة السعودية اليوم بين نساء العالم ؟ ، فمن المنظور العام لاشك بأنها تعيش اليوم واحدة من أزهى مراحلها التاريخية وفي حالة استثنائية تمكنها من المشاركة الحقيقة ، ولابد عليهن استثمار هذا العصر الذهبي في صناعة المستقبل ومساحة التمكين الممنوحة لهن في خدمة وطنهن. وهنا لابد أن تُدرك المرأة هويتها، وماذا تريد أن تكون في المستقبل خصوصاً بعد تطويع القوانين وإقرار الاصلاحات لتثبت بأنها على قدر المسؤولية وموقع الثقة التي منحتها القيادة والمجتمع لهن، وتعزيز هذه المكتسبات المتعلقة بحضورهن في المشهد على أرض الواقع، ويحق لنا أن نفخر بالتغييرات التي شهدتها المرأة وبما تحقق من تغييرات على المستوى الثقافي والاجتماعي، ولذلك فإنني أؤمن بأن اليوم الوطني ليس مجرد مناسبةً وطنيةً فحسب، بل يُشكل فرصة للوقوف على التطورات التي أحرزتها المرأة السعودية في بلادها ويرسم ملامح المستقبل الذي تقف على أعتابه اليوم.