في يومنا الوطني المجيد يتجسد الحب داخل القلوب ويتجدد الولاء ويشمخ الوفاء لوطن المجد الذي أرسى وحدته قبل 90 عاماً الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيّب الله ثراه وسار على نهجه أبناؤه البررة من بعده، الملوك: سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله يرحمهم الله حتى عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله ورعاهما وأيدهما بنصره، نهج واحد وهدف واحد للحفاظ على وحدته والحرص على مزيد من رفعته ونهوضه. وطنٌ يهنأ بمجده المحبون فيه بيت الله عزوجل وكعبته المشرفة ومسجد نبيه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وطنٌ لا مساومة فيه ترخص من أجله كل النفوس وتكبر من أجل رخائه وأمنه واستقراره كل الطموحات مهما تعددت التحديات وتنوع المتربصون به على امتداد تاريخه العريق. فاسألوا الستينات عن طوفان القومية العربية بمفهومها التوسعي التخريبي والسبعينات عن بلطجة الفصائل التي ظنت بأن حل قضية فلسطين عبر حوادث الخطف والقتل وتفجير السفارات، واسألوا الثمانينات عن الخميني ومشروع تصدير الثورة واستهداف مواسم الحج بالهتافات الغوغائية والأعمال الإرهابية والتسعينات عن صدام وغزو الكويت ومحاولة غزو المملكة، واسألوا الألفية الجديدة عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تلاه من جنون اليمين المتطرف واسألوا ما وُصف كذباً وزوراً ب(الربيع العربي) عن خيمة الضرار التي جمعت القذافي بالأشقياء من مختلف البلدان للتآمر على وطننا الغالي. لقد هُزموا جميعا بفضل الله الواحد الأحد ثم بتلاحم القيادة العظيمة مع الشعب الوفي هذا الشعب الأصيل الذي تسري في عروقه دماء أجداده الذين قاتلوا مع الملك المؤسس في ملاحم التأسيس والوحدة ودماء آبائه الذين شاركوا مع أبناء المؤسس في ملاحم البناء والتنمية. إن الكلمات تضيع في هذه المناسبة العظيمة وسط زحام من المشاعر والعين ترى التحديات تحيط بوطننا الغالي من كل جانب وتعود مهزومة أمام أسواره الشاهقة وإزاء ذلك أحيي من أعماق قلبي جنودنا البواسل المرابطين في الحد الجنوبي ورجال أمننا الأبطال الساهرين على أمنه واستقراره ومنسوبي وزارة الصحة رجالاً ونساء الذين أظهروا كفاءةً عالية في التعامل مع جائحة كورونا منذ بدايتها حتى هذا اليوم. حفظ الله وطننا الغالي من شماله إلى جنوبه ومن خليجه إلى بحره ودام قوياً صلباً راسخاً كرسوخ جبل طويق تحت راية وقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد حفظهما الله ورعاهما وعادت علينا هذه المناسبة في كل عام بإذن الله ونحن نرفل في ثياب العزة والسؤدد. محمد بن سالم السالم