تحلُّ علينا ذكرى اليوم الوطني (89) لتحيي في نفوسنا روح الفخر، والاعتزاز، بوطنٍ شاء الباري عز وجل أن يكون قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم .. هو بحق واسطة عقد الأوطان .. وذروة سنام الفخر. إن المتتبع لتاريخ هذه الأرض الطاهرة منذ بعثة سيد الخلق (ﷺ) وحتى يومنا هذا، سيلاحظ بأنها لم تحكم من غير أهلها ولله الحمد والمنة .. وكل من غزاها في ذلك الزمان باء بالهزيمة والخسران . فقد قامت على هذه الأرض المباركة الدولة السعودية بمراحلها الثلاث: الدولة السعودية الأولى التي قامت على البيعة المباركة بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب، والدولة السعودية الثانية التي أسسها الإمام تركي بن عبدالله، ثم الدولة السعودية الثالثة التي قامت على يد مؤسسها وباني نهضتها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (طيب الله ثراه) ورجاله المخلصين من أبناء هذا الوطن، ليقوم هذا الكيان السياسي الوطني الذي لم تشهد مثله الأمة الإسلامية في العصور المتأخرة، ومازال ولله الحمد شامخًا بفضل من الله ثم بجهود قادته الميامين بدءًا من المؤسس طيب الله ثراه مرورًا بأبنائه الملوك من بعده : سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله (يرحمهم الله)، وصولاً لعهد سيدي خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله ورعاه وأمد في عمره)، يشد عضده ولي عهده الشاب الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. لقد خطت بلادنا خطوات جبارة أبهرت العالم أجمع خلال سنوات معدودة، فكانت الرؤية المباركة (2030)، التي ترتكز على ثلاثة محاور:( مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح) هي خارطة الطريق المسددة لهذه النهضة الشاملة التي شملت كافة مناحي الحياة. وبهذه المناسبة والذكرى العظيمة والمجيدة، ذكرى يومنا الوطني، يشرفني وبكل مشاعر الفخر أن أتقدم باسمي وباسم قبائل قحطان ووادعة إلى مقام سيدي ولي أمر المسلمين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (يحفظه الله) ولمقام سمو ولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله) بأسمى آيات التهاني والتبريكات والتهنئة موصولة لمقام سيدي وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف ولمقام سيدي أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز ( يحفظه الله ) عين القيادة ويدها التي تبني وتعمر في منطقة عسير ولأسرة المالكة الكريمة التي هي منا ونحن منها.. حبًا وولاءً وفداءً، وللشعب السعودي العظيم الذي ضرب أروع الأمثلة في ولائه وفداءه لوطنه وولاة أمره. وفِي خضم فرحتنا بذكرى يومنا الوطن، نستذكر بمزيد من الفخر أبطالنا المرابطين على حدنا الحنوبي، والذين يسطرون ملاحم بطولة ومجد في دفاعهم عن وطنهم، ونسأل الله أن يسدد رميهم ويحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وأن يردهم لنا سالمين غانمين. وأسأله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان في ظل حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يحفظ الله بلادنا من كل شر ومكروه . وكيل شيخ شمل قبائل قحطان ووادعة الجنوب عبدالله بن فهد بن دليم