إن من أصول الشريعة الإسلامية وقواعد الدين العظيمة إقامة مجتمع مسلم يدين بطاعة الله وتوحيده، ويعمر الكون بالحضارة والتقدم والعطاء، ومن هذا المنطق الشرعي قام الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - بتوحيد هذه البلاد المباركة (المملكة العربية السعودية) فجمع الله أهلها وقلوبهم بعد الفرقة، وأمنهم بعد الخوف، ورزقهم بعد العيلة، وأعزهم بعد الذلة، وأصبحت هذه الدولة أعظم دولة في التاريخ الحديث بشهادة المنصفين من العلماء والزعماء وأهل الاختصاص؛ حيث انطلقت بعد الوحدة والألفة مسيرة التنمية والبناء والتطور شاملة كل جوانب الحياة العلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحبا الله هذه البقعة المباركة من خيرات دينية تمثلت في أعظم مقدسات الإسلام (مكة والمدينة)، فهما الحرمان الشريفان، والمسجدان العظيمان في كل المعمورة؛ ما جعل لها مكانة سامية في قلوب المسلمين كافة، ووهبها خيرات الدنيا من كنوز الأرض، وسعة الرقعة، وأهمية الموقع. ومن مزايا دولتنا المباركة أن هيأ الله لها قادة مصلحين، وملوكاً كريمين، بذلوا أوقاتهم، وحياتهم لرعاية مصالح الدولة، وإسعاد المواطنين، فالملوك البررة بعد المؤسس (سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله) رحمهم الله سطروا سيرهم بالبذل، والعطاء لاستكمال بناء هذا الصرح الرائع. وفي هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أعزه الله -، وعضده الأيمن سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - سدده الله - صاحب الرؤية الثاقبة، والتي تم الإعلان عنها في 25 إبريل 2016م، تتسارع الخطى وتشرئب إليهما الأعناق لتكون بلادنا أنموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة مع المحافظة على القيم الإسلامية والعادات الحميدة. ومن مزايا هذه الدولة ثروتها الحقيقية في المواطنين رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً، فهذا المجتمع الحيوي الذي يدين بالولاء وروح الانتماء، والمواطنة الصالحة، هو المحور الرئيس في تحقيق هذه الرؤية المباركة، وهو المستهدف الأول لينعم بالسعادة والرفاهية والأمن والإيمان في كنف هذه الدولة الكريمة الرشيدة، ولقد حظيت منطقة القصيم بالقدح المعلى، والنصيب الأوفر من مشاريع هذه التنمية، والتطوير في جميع الأصعدة بفضل من الله سبحانه، ثم دعم القيادة الرشيدة، واهتمام منقطع النظير من صاحب السمو الملكي الأمير د/ فيصل بن مشعل أمير المنطقة، وسمو نائبه الكريم - وفقهما الله -، كما أن فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالقصيم يحظى باهتمام سموهما، ودعم كبير من معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد د/ عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ - حفظه الله -، وأضرب مثلاً واحداً فقط، وهو من أميز الدعم فقد تم بحمد الله تعيين ما يقارب (210) مواطنين ومواطنات للعمل مراقبين وحراس أمن في الفرع وإداراته بالمحافظات والمراكز في عموم المنطقة على نظام التعاقد، وكذلك جاري العمل على التعاقد مع أئمة ومؤذنين على (1500) وظيفة ولله الحمد، وهي مبادرة الوزارة رقم (1) لتحقيق الخطة الوطنية للتوظيف، وسيتم الإعلان عن المبادرة رقم (2) عبر منصة الوزارة للتوظيف، وهذا جزء من تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في توفير فرص العمل للمواطنين والمواطنات سواء في القطاع الحكومي أو الخاص. فالحمد لله كثيراً على نعمة الإسلام، ونعمة القيادة الحكيمة، ونعمة الوطن الشامخ، والمواطنين الأعزاء، حفظ الله علينا أمننا وإيماننا وبلادنا وحكامنا ومقدراتنا. * مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية في منطقة القصيم