تشهد المملكة العربية السعودية نهضة تنموية شاملة في كافة المجالات وعلى رأس تلك المجالات يقف القطاع الصحي الذي أخذ ينمو ويتوسع منذ أن أنشئت وزارة الصحة عام 1370ه، واستمرت الوزارة في أداء رسالتها الوطنية لضمان توفير الرعاية الصحية بجميع مستوياتها وتعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض، ووضع القوانين واللوائح المنظمة للقطاع الصحي العام والخاص ومراقبة أدائه مع الاهتمام بالجانب البحثي والتدريب الأكاديمي ومجالات الاستثمار الصحي. وأخذت الخدمات الصحية بوزارة الصحة تنمو وتتطور بشكل ملحوظ نتيجة للدعم السخي والرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- حيث تقوم الوزارة بتقديم حوالي 60 % من إجمالي الخدمات الصحية في المملكة، وصاحب هذا التطور تحسن ملحوظ في المؤشرات الصحية حيث انخفض معدل وفيات الأطفال الرضع إلى 4.82 لكل 1000 مولود حي، كما انخفض معدل وفيات الأطفال أقل من خمسة سنوات إلى 8.05 لكل 1000 مولود حي، وانخفض معدل وفيات الأمهات إلى 12 لكل مئة ألف مولود حي، أما من ناحية التمويل فقد بلغت نسبة الاعتمادات المالية لوزارة الصحة 7.64 % من إجمالي ميزانية الدولة. خدمات صحية على مدار الساعة.. ومبادرات نوعية لعلاج المرضى 12 برنامجاً وتتبع للوزارة ثلاث عشرة مديرية عامة للشؤون الصحية موزعة حسب المناطق الإدارية، تقوم بمهام الإشراف على تقديم الخدمات الصحية في المنطقة الإدارية التابعة لها، كما تتفرع عن بعض المديريات العامة الكبرى سبع مديريات رئيسة تعمل على مساعدة ومساندة المديريات العامة في تنفيذ وإدارة وتشغيل المرافق الصحية المنتشرة في كل منطقة، وقد أعطيت هذه المديريات مؤخرًا الكثير من الصلاحيات لحثها على تقديم خدمات أفضل وتفادي البطء في اتخاذ القرارات، وتم اعتماد رؤية المملكة 2030 في إطار خطة استراتيجية تستهدف إعادة تشكيل اقتصاد المملكة تشمل الخطة 12 برنامجاً لتحقيق رؤية 2030، أحدها برنامج التحول الوطني والذي يغطى هدفاً استراتيجياً منها أربعة أهداف مسندة لملف الصحة. مواجهة كورونا ومع ظهور جائحة كورونا التي اجتاحت العالم كافة حيث تجاوزت الإصابات في العالم 26 مليون حالة وتقترب أعداد الوفيات في العالم من مليون حالة، استطاعت وزارة الصحة في المملكة وضع خطط وقائية وإجراءات وبروتوكولات تجاوزت 40 بروتوكولاً مكنت المملكة من تحييد خطر الفيروس ووضعه في نطاق ضيق لتكون المملكة من أفضل 20 دولة في العالم في التعامل مع الجائحة ومواجهة خطر الفيروس، وشملت الجهود المتخذة تشكيل لجنة عليا بمشاركة الوزارات والجهات الحكومية المختلفة لاتخاذ التدابير والخطط الوقائية والتوعوية لمواجهة فيروس كورونا الجديد كوفيد 19 حيث تعقد اجتماعات يومية برئاسة "الصحة" للجنة المعنية بمتابعة مستجدات الوضع لفيروس كورونا المستجد لتعزيز إجراءات الرصد والمراقبة لفيروس كورونا في منافذ الدخول للمملكة، وتجهيز مراكز المراقبة الصحية ومعاينة جميع القادمين للمملكة وقياس علاماتهم الحيوية، وإعداد دليل صحي للتعامل مع الحالات المشتبهة، وتجهيز الفحوصات المخبرية اللازمة، كما قام مركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة باتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية، وتطبيق اللوائح الصحية الدولية المتبعة في مثل هذه الحالات شملت مراقبة الوضع الوبائي عن كثب بالتواصل مع منظمة الصحة العالمية والمصادر الأخرى المتاحة وتطبيق التقييم الصحي للقادمين عبر المنافذ ومن ثم متابعتهم للتأكد من سلامتهم وتمكين المختبر الصحي الوطني من بناء القدرات المخبرية اللازمة للتعرف واكتشاف المرض في وقت قياسي منذ ظهور أولى الحالات المعدية في الصين. تقديم التوصيات وتمكن المركز العالمي لطب الحشود بوزارة الصحة من استحداث أداة سالم كوسيلة قياس لتقييم المخاطر الصحية في التجمعات والفعاليات، وتقديم التوصيات التي تعنى بتعزيز السلامة الصحية والوقاية ضد مخاطر فيروس كورونا الجديد covid-19، وقد تم نشرها على موقع الوزارة، كما شملت جهود الصحة تطبيق الإفصاح بالتنسيق مع الجوازات لجميع المسافرين القادمين للمملكة، وتحديث نظام الرصد الإلكتروني -حصن-، وتفعيل مهام المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية -يتلقى ويتابع ويرصد المعلومات والبلاغات على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع من المنشآت الصحية بمناطق المملكة كافة-. وأطلقت الصحة خدمة التقييم الذاتي لفحص كورونا عبر تطبيق موعد، وذلك من خلال استبيان يظهر لمستخدمي التطبيق بحيث يسأل عدد من الأسئلة ذات العلاقة بفيروس كورونا الجديد -العلامات الحيوية، السفر، المخالطة-، ليساعد المواطن/المقيم على الاطمئنان على صحته ويتم التوجيه السليم بناءً على حالته إما بالتحويل للمشورة الطبية أو 937 أو التوجه للمستشفى، كما تم تهيئة مركز 937 بالكامل لاستقبال والتجاوب مع كافة البلاغات وتقديم الاستشارات الخاصة بفيروس كورونا على مدار 24 ساعة، وتهيئة دور الضيافة الصحية وتجهيزها لاستقبال المواطنين القادمين من الخارج، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، حيث تم توفير الرعاية الطبية لهم وتلبية متطلباتهم. مبادرات نوعية وحرصت وزارة الصحة على استمرار الخدمات الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية على مدار الساعة، وإطلاق مبادرات نوعية لخدمة المرضى في منازلهم -إيصال الأدوية/ الاستشارات الهاتفية/ العيادات الافتراضية-، وإطلاق تطبيق "تطمن" لتقديم الحماية والرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين المحالين للعزل المنزلي أو الحجر الصحي ويعزز من إجراءات تعافيهم. وتقود الصحة دراسات سريرية متقدمة على أربع طرق مبتكرة لعلاج كورونا تستهدف الدراسة المرضى ذوي الأعراض المتوسطة والشديدة، وقد أثبتت بعض هذه العقارات فعالية أولية في الدراسات المخبرية. وتم إطلاق حملة توعوية تحت شعار "عاذرينكم"، وإطلاق حملة توعوية تحت شعار "متر ونص"، والتي تهدف إلى تعزيز التباعد الاجتماعي داخل المنزل وخارجه، وإصدار دليل إرشادي شامل للإجراءات الوقائية للقادمين إلى المملكة، وإنشاء مستشفى متنقل متكامل في المدينةالمنورة خلال شهرين، وإقامة نقاط الفرز البصري على مداخل المدن وفي الأسواق والمراكز التجارية، وكذلك تنفيذ حملة المسح النشط الميداني في كافة مناطق المملكة للكشف المبكر عن حالات الإصابة بكورونا، بالإضافة إلى استمرار تنفيذ الفحص الموسع من خلال اختيار عينات من المجتمع من الذين قاموا بعمل اختبار كورونا عن طريق تطبيق "موعد" لإجراء الفحص عبر المراكز الصحية وتطبيق أسواره "تطمن" الذكية كإجراء صحي للمواطنين العائدين إلى المملكة، إضافةً إلى تفعيل حملة #نعود_بحذر للتوعية بكيفية العودة إلى الحياة الطبيعية تدريجيًّا، واعتماد دواء "ديكساميثازون" ضمن البروتوكول العلاجي لمرضى فيروس كورونا. مختبرات ووحدات ودشّنت وزارة الصحة عدداً من المختبرات والوحدات المتخصصة في أنحاء المملكة، والتي أسهمت -بفضل الله- في إحداث نقلة نوعية، وتجويد الخدمة من خلال الحصول على نتائج الاختبارات في فترة قياسية، كما أسهمت في تعزيز الوقاية من فيروس كورونا، وكذلك إجراء أكثر من 5.7 ملايين فحص مخبري، وفحص أكثر من مليونين ونصف المليون مراجع عبر عيادات تطمن ومراكز تأكد، كما تلقى مركز 937 أكثر من 12 مليون مكالمة منذ بدء جائحة كورونا. ووفقاً لتقرير وزارة الصحة للعام المالي 1419ه بلغت ميزانية القطاع الصحي 2019م: 64 مليار فيما بلغ عدد مستشفيات وزارة الصحة 286، وبلغ عدد مستشفيات الجهات الحكومية الأخرى 48، فيما عدد مستشفيات القطاع الخاص 164، ووصلت أعداد الأسرّة في مستشفيات وزارة الصحة إلى 44665 فيما بلغ عدد الأسرّة في مستشفيات الجهات الحكومية 13177، وبلغ عدد الأسرة في مستشفيات القطاع الخاص 19146، وارتفع معدل الأسرة لكل 10000 نسمة إلى 225. برامج الزمالات وبلغ عدد الملتحقين والملتحقات الجدد من أطباء وزارة الصحة ببرامج الزمالات والدراسات العليا حسب التخصص عام 2019م 1378 طبيباً وطبيبةً، أما أعداد الطلبة المقيدين في الكليات الصحية للعام الدراسي 1440-1439ه فقد بلغ 105764 سعودياً و5702 غير سعودي، وبلغ عدد العاملين في وزارة الصحة 223200 موظف وموظفة من بينهم 167871 على الكادر الصحي و53619 على المراتب العامة و1710 على بند العمال، وبلغ عدد حالات المراجعة لمراكز الرعاية الأولية 54.343.743 مراجعة، فيما بلغ عدد المراجعات للطوارئ العامة 15.343.743 مراجعة، وبلغ عدد المراجعات للطوارئ الجراحية 2.329.786 مراجعة، وبلغ عدد المراجعين للعيادات الخارجية في المستشفيات الحكومية 12.539.438 مراجعاً ومراجعةً، وبلغ عدد الحالات التي تم نقلها وإسعافها بواسطة هيئة الهلال الأحمر السعودي للمستشفيات 354722 حالة إسعافية. تقنيات طبية عالية في الأشعة والتشخيص طاقم طبي لإجراء المسح النشط لفيروس كورونا عيادات تطمن لتقديم الحماية والرعاية الصحية