لقد أثبتت 90 عاماً من التأسيس الأسطوري أن هذا الشعب وحده كان الملاذ الآمن والعضد الأمين، بمثلما كان ركيزة التوحيد الأولى، وكان تلاحمه مع قيادات المملكة المتعاقبة درساً تاريخياً في الوفاء مثلما كان وعاءً جامعاً لكل التطورات المنشودة التي كانت كلها في مستوى الحلم الطموح تأتي ذكرى اليوم الوطني في المملكة هذا العام، في فترة غاية في الصعوبة والاضطراب من تاريخ المنطقة والعالم، ووسط ظروف محلية وإقليمية ودولية متضاربة، بالتزامن مع أحداث متسارعة بالغة الصعوبة، ربما تعيد ذات الظروف التي صاحبت انطلاق رحلة الكفاح الأسطوري لتأسيس وترسيخ الكيان السعودي الكبير على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، الذي استطاع بعبقرية نادرة منذ مطلع القرن العشرين، تحدي كل الأجواء والملابسات وتعامل معها بعقلية وعبقرية تمكن خلالها من التغلب على كل الصعاب وإنجاز الحلم التاريخي بتوحيد أطراف البلاد المترامية ووضعها تحت سلطة مركزية واحدة، أنهت عصور الشتات والانقسام والتشرذم لتنتهي بتجذير الطموح ووضعه واقعاً راسخاً على الأرض، مدفوعاً بثقة شعب بايعه على وحدة الوطن وسيادته نزوعاً نحو قوته، حتى أصبح يقارع الكبار مصحوباً بأعمق تجربة وحدوية في القرن العشرين استحوذت على إعجاب وتقدير كل مؤرخي التاريخ الحديث. ومنذ ذلك التاريخ قبل 90 عاماً، نجحت المملكة في تجاوز الكثير من الصعوبات والتحديات، وتعاملت مع كافة الأزمات والأحداث تعامل الكبار قيمة وقامة، ليس هذا فقط.. بل إن المملكة رغم كل الظروف التي واجهت المنطقة والعالم، استطاعت مواصلة مسيرة العطاء وصولا لمزيد من المنجزات، فهنا يد تبني لتحقيق التنمية للوطن والمواطن، وأخرى تحل الأزمات الناشبة وتحافظ على المكتسبات الراهنة والطموحات المستقبلية، مدعومة برؤى قياداتها الوطنية المتعاقبة، ومدفوعة بعقول وسواعد أبنائها وبناتها الذين سجلوا خلال تلك المراحل كل محاور التفاني والإخلاص والالتحام مع القيادة في كل الأوقات. وإذا كان شعار الاحتفالات بالذكرى هذا العام، يأتي امتداداً للطموح الكبير "همّة حتى القمة" والذي استخدم للمرة الأولى العام الماضي، استلهاماً من مقولة سمو ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان: "همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض".. لتكون تسليطاً للضوء على ما يشهده الوطن السعودي الكبير من مرتكزات نهضوية وتنموية للمستقبل، تسلّط الضوء على مفردات وحدتنا الوطنية التي تأخذ البلاد إلى آفاق عليا من الطموح بالتقدم والرسوخ الحضاري بدعم قوي من قائد المسيرة الملك الرمز سلمان بن عبدالعزيز.. القائد الذي استطاع بناء المملكة الحديثة والقوية، التي يشهد العالم كله على الإنجاز السعودي العظيم في شتى المجالات.. كانت "رؤية 2030 الاستراتيجية"، إحدى أهم ركائزها الطموحة لبناء مستقبل واعد تهدف من خلاله إلى تغيير البلاد نحو الأفضل.. اقتصادياً، سياسياً، اجتماعياً وعلمياً وثقافياً. ربما يكون من حقنا، وبلادنا تقترب من قرنٍ من التأسيس والوحدة، أن نشهد هذا التحول الكبير الذي يعيشه مجتمعنا كله مصحوباً بخطوات عملاقة من النجاح والتطور على كافة الأصعدة، قفزت بها بلادنا قفزات عملاقة استحوذت على الاهتمام، وجذبت من خلاله الأنظار إلى كينونتها الأصلية ورصيدها التاريخي والمركزي دينياً إضافة إلى مكانتها الدولية اقتصادياً والرفيعة سياسياً، ما جعل اسم المملكة العربية السعودية يخطف الأذهان والأبصار في كافة المحافل والمنتديات. لقد أثبتت 90 عاماً من التأسيس الأسطوري أن هذا الشعب وحده كان الملاذ الآمن والعضد الأمين، بمثلما كان ركيزة التوحيد الأولى، وكان تلاحمه مع قيادات المملكة المتعاقبة درساً تاريخياً في الوفاء مثلما كان وعاءً جامعاً لكل التطورات المنشودة التي كانت كلها في مستوى الحلم الطموح.. وما مرت به المملكة من تجارب كان صقلاً مهارياً لتجربتها التأسيسية والوحدوية، وهو ما عايشناه في السنوات الأخيرة بوضوح صارم تجاه كل الحملات العدائية والمحاولات العدوانية والتخريبية للنيل من سيادتنا ووحدتنا وقيمتنا وقامتنا. وإذ نحن اليوم نعايش ذات ذكرى التوحيد التاريخية، نعاهد هذا الوطن قيادة وشعباً على المضي قدما في إصرار لافت، وعزم حازم، على مواصلة مسيرة حلم المؤسس، وتجذير طموح القائد الرمز سلمان بن عبدالعزيز، وتلبية نداء عضده الطموح محمد بن سلمان بالنهوض بهذه الأمة لتكون غايتنا رفعة هذا الوطن، ورفع اسمه خفاقاً عالياً بين الأمم.