تتسارع الخُطى والاجتماعات واللقاءات الافتراضية بشكل مكثف برئاسة المملكة لمجموعة العشرين للقطاعات الثمانية التي تشكل أجندة قمة مجموعة العشرين، والتي ستستضيفها المملكة في نوفمبر المقبل، بصفتها رئيساً للمجموعة التي تضمّ أكبر اقتصادات العالم. ومن أبرز ما يلفت الانتباه في لقاءات رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، إطلاقها بالتعاون مع وزارة التعليم برنامجًا ثقافيًا تحت شعار "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع" والذي يستهدف التعريف بالسنة الرئاسية للمملكة لمجموعة العشرين، إضافة لدورها المؤثر خلالها. ويتمثل أبرز أهداف هذا البرنامج في عكس الدور المحوري الذي تؤديه المملكة خلال سنة رئاستها للمجموعة، والمتعلق بمعالجة التحديات العالمية في مختلف المجالات من خلال وضع السياسات الفاعلة، بجانب ربط الشباب السعودي مع الملايين من نظرائهم، في مختلف أنحاء العالم. وهذا الهدف من شأنه أن يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز القيم الإنسانية الأساسية بين فئة الشباب بجانب تشجيعهم على تبني مفهوم المواطنة العالمية، وترسيخ قيم التواصل والتعاون، مع بعضهم البعض. ويُعدّ قطاع الأعمال الذي يشكل القطاع الخاص عموده الفقري، ضمن مجموعة الأعمال (B20)، إحدى أبرز مجموعات القمة، فقد تواصل عطاؤه، بلقاءات افتراضية جمعت بين مجلس الغرف السعودية والمجموعة، وبمشاركة فاعلة لعدد من أصحاب الأعمال السعوديين وممثلي أبرز شركات القطاع الخاص في المملكة وعلى رأسهم سابك وأرامكو. وتبرز أهمية هذه اللقاءات، في كونها ناقشت ملخص توصيات فرق عمل مجموعة الأعمال السعودية (B20) والمتعلقة بالموضوعات والقضايا ذات الأولوية، بالنسبة لقطاع الأعمال العالمي، والتي يتمثل أبرزها في: الرقمنة، والطاقة والاستدامة والمناخ، والمالية والبنى التحتية، ومستقبل العمل والتعليم، والنزاهة، بجانب التجارة والاستثمار. كما تأتي التحضيرات واللقاءات المكثفة متزامنة مع جائحة كورونا التي أفرزت تداعياتها تحديات كثيرة، وهذا الوضع الاستثنائي وضع قطاعي الأعمال السعودي والعالمي أمام تحدياتٍ كبيرة، ما يتطلب منهما ضرورة تخطي هذه المرحلة، من خلال طرح حلول وأفكار مبتكرة، تساهم في عودة الازدهار للاقتصاد العالمي. ولا يختلف اثنان أن نتائج القمة ستعزز الدور المؤثر للمملكة في صناعة القرار الاقتصادي والتشريع الدولي للتجارة، إضافة لإبراز دور القطاعين العام والخاص في تعزيز استدامة التعاون الدولي، والإسهام في عودة الانتعاش للاقتصاد العالمي. ختامًا وبكل ثقةٍ: إنَّ الدور المحوري للمملكة، على مختلف الأصعدة، وخبراتها العريضة التي اكتسبتها، من خلال تنظيم الكثير من الفعاليات الإقليمية والعالمية، يجعلاننا نستبشر خيرًا، بأن هذه القمة الخاصة سوف تخرج بالصورة التي ترضي الجميع، لنؤكد للعالم مجددًا مدى قدرتنا، على تنظيم القمم والمحافل العالمية رغم الظروف الاستثنائية التي تزامنت مع وقت رئاسة المملكة لمجموعة العشرين.