أقول للاعبين: «من حصّل شيء يستاهله» ورواتبكم العالية حلال! أصبحت الرياضة حاضراً صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي، وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها ويتابعون تفاصيلها. تكشف البطولات الكبرى لكرة القدم عن التفاتة رجال السياسة والثقافة إلى ذلك المعشب الأخضر الجذاب، فيتحول رجال الصف الأول في البلدان مع المثقفين في لحظات إلى مشجعين من الدرجة الأولى في مدرجات الملاعب أو مهتمين خلف الشاشات الفضية. يحضر الكثير من الساسة والمثقفين إلى مدرجات الملاعب خلف منتخبات الوطن. «دنيا الرياضة» تكشف الوجه الكروي لغير الرياضيين، عبر زاوية «الخط الأبيض» التي تبحث عن رؤيتهم للرياضة، وتبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم، وضيفنا اليوم الدكتور تركي بن حمد المقبل، بروفيسور مشارك واستشاري السكري والأمراض المزمنة بكلية الطب والمدينة الطبية بجامعة الملك سعود، وكيل الشؤون الأكاديمية في كلية الطب بكليات الفارابي. * ما الفرق بين ارتفاع وانخفاض السكر، وأيهما أشد خطورة؟ * بخصوص المرضى المصابين بالسكري، فيعرف انخفاض سكر الدم بأنه هبوط في مستويات السّكر في الدّم أقل من 70 ملغ / ديسيلتر، وهو أحد المضاعفات الطارئة لمرض السكري وعادةً ما تزيد احتمالية الإصابة به عند من يستخدمون أنواعًا معينة من الأدوية الخافضة لسكر الدّم أو الإنسولين، أمّا ارتفاع نسبة السكر في الدم، فتعرف بشكل عام بأنها ارتفاع مستويات السّكر في الدم عن قيمة 180 ملغ / ديسيلتر خلال اليوم أو 130 ملغ / ديسيلتر للسكر الصائم، ويعد ارتفاع وانخفاض السكر خطيران، ويجب على المصاب بالسكري الحرص على ضبط مستويات السكر في الدم ومحاولة تجنبهما لتلافي مضاعفات السكري الحادة والمزمنة. * المشي هو الأفضل * هل ممارسة الرياضة خصوصاً رياضة المشي تقضي على مرض السكر؟ * هذا مما لا شك فيه، فممارسة الرياضة ومنها ممارسة المشي تساعد المريض المصاب بالسكري على ضبط مستويات السكر في الدم وتساعد من لديه خطورة عالية للإصابة بالسكري على تقليل هذه الخطورة. باختصار شديد جدا، الطريق الوحيد للوقاية من مرض السكري (النوع الثاني) هو باتباع نمط وأسلوب حياة صحيح، وذلك من خلال: * المحافظة على ممارسة الرياضة (المشي السريع مثلا) بمعدل 150 دقيقة / أسبوعيا. * الالتزام بنظام غذائي صحي وتجنب الأطعمة غير الصحية. * وأخيرا المحافظة على وزن مثالي. مشروبات الطاقة مضرة بالصحة والوعي بداية العلاج! ولا ننسى أن فوائد ممارسة الرياضة لا تقتصر على السكر فقط، بل تشمل أمراض القلب وارتفاع الضغط والكوليسترول والسمنة والصحة النفسية وغيرها الكثير. * هل الممارس الرياضي المصاب بالسكر، يجب عليه اتباع برنامج معين من حيث وقت الأداء لكل لعبة؟. * يعتقد الكثير أن المصاب بالسكري يصعب عليه أن يحترف ممارسة الرياضة، وهذا غير صحيح، لكن مع الاهتمام بالتحكم بالسكري والتغذية، يمكن للرياضي المصاب بالسكري أن يمارس الرياضية بأمان وباحتراف، وأكثر ما يؤرق مرضى السكري من الرياضيين هو كيفية تفادي انخفاضات السكري أثناء وبعد ممارسة الرياضة، وهنا بعض النصائح العامة والتي لا تغني عن زيارة الطبيب المختص: * لا بد من معرفة أعراض انخفاض وارتفاع سكر الدم وطريقة التعامل معها. * مراقبة مستويات سكر الدم قبل وأثناء وبعد ممارسة الرياضة. * عدم ممارسة الرياضة إذا كان سكر الدم في حالة انخفاض أو ارتفاع. * قد يلزم تناول بعض الوجبات الخفيفة والمحتوية على النشويات أثناء ممارسة الرياضة. * لا بد من إخبار المدرب والزملاء الممارسين معك للرياضة عن إصابتك بالسكري وكيفية مساعدتك لو استدعى الأمر. * لمستخدمي الانسولين، قد يقوم طبيبك بتعديل الجرعات قبل ممارسة الرياضة. * الحرص على شرب كميات كافية من السوائل. الجدير بالذكر أن هناك العديد من النجوم في مختلف الألعاب الرياضية مصابون بالسكري ولم يمنعهم ذلك من التألق والابداع. دعوات المرضى لا تقدر بثمن وتكفينا عن الكؤوس الرياضية! * الإفراط غير مقبول * بماذا تنصح الرياضيين وغيرهم ممن يفرطون بتناول مشروبات الطاقة وحتى الغازية؟ * تعد مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية من المشروبات غير الصحية والتي يجب تجنبها سواء للرياضيين أوغيرهم، لكن لا بد من التفريق بينهما؛ فالمشروبات الغازية تحتوي بشكل أساسي على نكهات صناعية وسكر مضاف وبعض الكافيين، والافراط في تناولها قد يؤدي إلى السمنة ومن ثم الإصابة بمرض السكري. أما مشروبات الطاقة، فتحتوي بشكل أساسي على كمية عالية من الكافيين، وهناك حملات دعائية وتسويقية لمشروبات الطاقة ومزاعم بأنها مفيدة للرياضيين ولك أن تتخيل أنه في عام 2004 تم بيع ما يزيد عن مليار ونصف عبوة من مشروبات الطاقة في الولاياتالمتحدةالأمريكية فقط. وقد يؤدي تناول مشروبات الطاقة إلى القلق وصعوبة النوم وتسارع ضربات القلب بالإضافة إلى زيادة الوزن ومن ثم الإصابة بالسكري أيضا. * توافقني بأني التوعية الصحية والطبية لاتزال قليلة على الشاشات التلفزيونية بالملاعب لتوعية الجماهير؟ * أوافقك الراي إذ لا تزال التوعية الصحية من خلال الشاشات التلفزيونية بالملاعب الرياضية للجماهير أقل من المطلوب، وقد يكون ذلك بسبب وجود فجوة بين المجالين الرياضي والصحي، ينبغي علينا جميعا العمل على ردمها والاستفادة من المناسبات الرياضية في رفع الوعي بين محبي الرياضة. * التوعية مطلوبة * وأعتقد أنك معي، حول حسابات الأندية المتابعة وكثافتها بتويتر لاتزال بعيدة عن الحملات التوعوية الطبية؟ * أيضا تعد حسابات الأندية في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي من أهم القنوات التي من الممكن استخدامها في التوعية الصحية والوصل إلى شريحة كبيرة جدا من المجتمع، ولكن واقع حسابات الأندية الحالي بعيد جدا عن الاستفادة منه في التوعية الصحية ورفع وعي المجتمع في الجوانب المتعلقة بصحتهم. * بين رواتب اللاعبين ورواتب الأكاديميين من يغلب من؟. * الغلبة الظاهرة لرواتب اللاعبين، وهناك عدة عوامل قد تساعد في التباين الكبير بينهما لكن «من حصل شيء يستاهله» * هل تعتقد أن لغة المال طغت على جانب الإبداع والإخلاص؟ * هذا صحيح وملاحظ لكن لايزال الكثير يتمسكون بالإخلاص والإبداع، والمال بالنسبة لهم شيء ثانوي. * الرياضة ثقافة * هل سبق أن أقدمت على عمل وكانت النتيجة تسلل بلغة كرة القدم؟ * لا، فجميع هجماتي مدروسة ودائما ما أكسر مصيدة التسلل. * في الرياضة يحصد الفائزون والمتألقون الكؤوس فما الذي يقابل ذلك لدى المبدعين في المجالات الأخرى طبياً وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا؟ * سأتكلم عن المجال الصحي بحكم انتمائي له، دعوات المرضى لنا عن كل الكؤوس الرياضية. * هل ترى أن الرياضة ثقافة، وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟ * أرى أن الرياضة ثقافة، لا بد من ترسيخها في المجتمع لتكون سلوكا وظاهرة أساسية في مجتمعنا، حتى نحافظ على مجتمع صحي خال من الأمراض. * في نظرك هل الرياضة تفرق أم تجمع، ولماذا؟ * إذا تم توظيف الرياضة بالطريقة الصحيحة فإنها تجمع، فقد نجتمع لنمارس الرياضة وقد نجتمع لنشاهد الرياضة، وقد نجتمع لنصنع الرياضة، أما إذا استغلت الرياضة بالطريقة الخاطئة، فإنها قد تفرق وتسبب المشاحنات والعداوات، ولعلي استغل الفرصة وأوجه طلب ورجاء للزملاء الإعلاميين في المجال الرياضي بأن يحرصوا على توجيه الشباب التوجيه الصحيح وأن يبتعدوا عن التعصب والمشاحنات والمناكفات بينهم فهم لاعب أساسي في جعل الرياضة إما تجمع وإما تفرق. * نسبة قليلة * بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتمامتك؟ * حاليا، أقل من 10 % وذلك نظرا لانشغالي الشديد أما سابقا فقد كان لها نصيب أكبر سواء متابعة أو ممارسة، حتى أنني عانيت من إصابات الملاعب الرياضية وخضعت لعدة عمليات جراحية في الركبة بسببها. * متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية ولأية لقاء حضرت؟. * آخر زيارة لي للملاعب كانت لمتابعة «الأخضر السعودي» في كأس العالم في روسيا. * بصراحة ما ناديك المفضل؟ * الفريق الفائز في المباراة، فأنا لا أحب الخسارة. * أي الألوان يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟ * الأبيض. * لمن توجه البطاقة الصفراء؟ * لكل من انشغل بمستقبله عن حاضره. * والبطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ * لكل من ينشر الإشاعات الطبية مستغلا حاجة المرضى وضعفهم. * لو خُيرت للعمل في حقل الرياضة من أي أبوابها ستدخل؟ * من باب التدريب. * روشته طبيه توجهها إلى الجماهير السعودية؟ * ممارسة الرياضة بشكل روتيني. * الحرص على تناول الأكل الصحي. * المحافظة على وزن مثالي. د. المقبل الدكتور المقبل في إحدى محاضراته خلال حضوره لمواجهات المنتخب في كأس العالم د. تركي في إحدى محاضراته الدكتور في إحدى المناسبات