كشف ل^ مختص صحي عن وجود تحركات خليجية لفرض قيود على المشروبات الغازية في دول المجلس. وأوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق خوجة أن هناك مقترحا برفع نسبة الضرائب الانتقائية على المشروبات الغازية إلى نسبة 100 في المائة، وكذلك شمول الضريبة لجميع المشروبات التي تحتوي على نسبة سكر تتجاوز خمسة جرامات في كل 100 مليلتر، لافتا أن وزارة الصحة في المملكة ذكرت في وقت سابق أنه سيتم فرض رسوم على المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، مبينة أنه من بين برامج التحول الوطني إيجاد قانون لتنظيم ومراقبة هذه المشروبات. وقال د. خوجة «ان العديد من الدراسات ألقت بالمسؤولية على المشروبات الغازية في مضاعفة حالات السمنة لدى الاطفال والمراهقين خلال عشر سنوات، ما بين عام 1991 م وحتى عام 1995م ازداد استهلاك الاطفال من المشروبات الغازية في الولاياتالمتحدةالأمريكية من 375 مل الى 570 مل ودراسة اخرى في مستشفى الاطفال في بوسطن اوضحت ان استهلاك تلك المشروبات الغازية يكسب الطفل 835 سعرا حراريا اكثر من الاطفال الذين لا يتناولون المشروبات الغازية كما ان الاطفال الذين يستهلكون المشروبات الغازية هم اكثر قابلية واكبر شهية لتناول الاكل من غيرهم.. حيث ان تلك المشروبات الغازية والتي تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية على هيئة سكر تعمل على رفع مستوى هرمون الانسولين في الجسم مؤدية الى خفض سكر الدم وبالتالي الاحساس بالجوع والميل الى تناول اكبر قدر من الطعام.. ويساهم في حدوث السمنة ايضا تناول الوجبات السريعة والجلوس لفترات طويلة امام التلفزيون اثناء الاكل. واضاف: إن كل تلك العوامل من مبررات انتشار السمنة بين الاطفال والمراهقين كما ان ذلك يجعلهم اكثر عرضة للإصابة بمرض السكري في المستقبل، وتؤكد ذلك احدى الدراسات في شهر مارس من عام 2006 م ان الاستهلاك المنتظم للمشروبات الغازية من اكبر عوامل ظهور السمنة عند الاطفال. وأكدت دراسة اخرى استغرقت ثماني سنوات على 50000 مريض ارتفاع نسبة اصابتهم بالسكري الى 80% مقارنة بغيرهم ممن يتقيد بالغذاء الصحي المحتوي على الألياف والفيتامينات. وافادت أن المشروبات الغازية تلعب دورا رئيسيا في تصاعد ظاهرة السمنة، كما ان شرب علبة 330 مل يوميا يترجم الى زيادة 1 رطل في وزن الجسم ويزيد خطر السمنة (1.6 مرة) مع كل مرة يتم تناولها، وان استبدال المشروبات الغازية العادية بتلك التي تحتوي على المحليات الصناعي (الدايت أو خالي السعرات الحرارية) يؤدي الى زيادة الوزن (بطريقة أخرى) على الرغم من توفيرها لكم هائل من السعرات الحرارية عندما يتم تناول المشروبات الدايت بحثا عن الرشاقة المزعومة. وأبانت أن السبب الرئيسي للسمنة وزيادة الوزن هو اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية المستهلكة والسعرات الحرارية المختزنة بالإضافة الى أسباب أخرى مثل العادات اليومية السيئة واتباع أنماط معيشية أكثر رفاهية كاستبدال المشي بقيادة السيارات واستهلاك الوقت في مشاهدة التلفاز بدلا من ممارسة التمارين الرياضية إضافة إلى أن انتشار مطاعم الوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية العالية أدى إلى زيادة أعداد الأفراد المصابين بالسمنة، وتعتبر الوراثة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى السمنة حيث توصلت الدراسات التي ارتكزت على أنماط الوراثة بدلا من جينات بعينها إلى أن 80% من أطفال والدين يعانيان من السمنة جاءت مصابة بالسمنة أيضا، مقابل أقل من 10%من أطفال والدين يتمتعان بالوزن الطبيعي جاءت مصابة بالسمنة، ومن تلك الأسباب أيضا كسل الغدة الدرقية الذي ينتج عن نقص في افراز هرمون الثيروكسين الذي يؤدي إلى بطء في عمليات الحرق الداخلي في الجسم مما يسبب زيادة في الوزن كما تلعب الحالة النفسية دورا كبيرا في زيادة معدلات الإصابة بالسمنة حيث ان الحالات النفسية كالغضب، الملل، الاكتئاب، الحزن والشعور بالذنب تزيد الشعور بالحاجة إلى التهام الطعام بشراهة، إضافة الى بعض الأدوية كالكورتيزون وحبوب منع الحمل، ومن أكثر الأسباب شيوعا والتي تؤدي إلى السمنة لدى معظم النساء هي سكر الحمل، وتسمم الحمل وعدم الإرضاع بعد الولادة. يشار الى أن بريطانيا قالت هذا الاسبوع «إنها ستفرض ضريبة على الشركات التي تبيع المشروبات الغازية السكرية، وستستثمر الحصيلة في برامج صحية لأطفال المدارس، في إطار استراتيجية طال انتظارها للحد من البدانة بين الأطفال». حيث ثار غضب الشركات المنتجة بسبب الخطة التي تدعو الصناعة لتقليص السكر في منتجاتها التي تستهدف الأطفال، قائلة: «إن ثلث من تتراوح أعمارهم بين عامين و15 عاما يعانون من زيادة في الوزن أو البدانة». وقالت وزيرة الدولة للشؤون المالية جين إليسون: «إن البدانة تكلف الخدمات الصحية الوطنية مليارات الجنيهات الإسترلينية سنويا». واعتبر نشطاء وخبراء في مجال الصحة: «إن الخطة ضعيفة»، وقال جراهام ماكجريجور أستاذ طب القلب والأوعية الدموية ورئيس حملة الحد من استهلاك السكر: «إن الخطة استجابة لأزمة البدانة والسكري في بريطانيا، والتي ستتسبب في إفلاس الخدمات الصحية الوطنية ما لم يكن هناك تحرك جذري». ونوه خوجة أنه بفرض ضريبة على المشروبات السكرية تنضم بريطانيا إلى بلجيكا وفرنسا والمجر والمكسيك، وهي دول فرضت شكلا من أشكال الضريبة على المشروبات التي يضاف لها السكر، وفرضت الدول الاسكندنافية ضرائب مشابهة منذ سنوات عديدة. من جانبه قال استشاري أمراض الكلى ورئيس قسم كلى الأطفال بمدينة الملك سعود الطبية ورئيس اللجنة العلمية لتخصص الكلى لدى الأطفال الدكتور خالد بن عبد العزيز السعران انه وفقا لنتائج المسح الوطني للمعلومات الصحية في المملكة العربية السعودية وهي دراسة جديدة قامت بها الوزارة بالتعاون مع معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطنالأمريكية، بينت الدراسة أن معدل انتشار السمنة وفقا لمؤشر كتلة الجسم 30 كغ/م2 بلغت في هذا المسح 28.7%، وكانت أعلى عند الإناث بنسبة (33.5%) مقارنة ب(24.1%) لدى الذكور، كما يزيد معدل انتشارالسمنة مع التقدم بالعمر حيث بلغت النسبة أعلاها في الفئة العمرية (55- 64) سنة بمعدل وصل حتى (48.0%)، وبينت الدراسة أن معدل الإصابة بالسمنة المرضية (مؤشر كتلة الجسم40 كغ/م2) بلغ (2.5%) لدى الذكور مقارنة ب(4.7%) لدى الإناث. فيما أوضحت نتائج المسح الصحي أن معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم بلغ (15.1%) منها (17.7%) عند الذكور بينما بلغ عند الإناث (12.5%)، كما تزداد معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع التقدم في العمر، حيث سجل أعلى معدل إصابة في الفئة العمرية 65 سنة فأكثر بنسبة بلغت (65.2%)، كما بين المسح أن نسبة انتشار ما قبل ارتفاع ضغط الدم عند الذكور بلغت (46.5%) أي ما يعادل (3.04) مليون وبلغت النسبة عند الإناث (34.3%) ما يعادل (2.18) مليون. وقدرت الدراسة عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم في المملكة ب(1.16) مليون من الذكور بالإضافة إلى (705) آلاف مصابة من الإناث بنسبة إجمالية تقدر ب(15.1%)، كما تم تشخيص الإصابة عند (500) ألف من الذكور و(415) ألفا من الإناث، كما يقدر عدد الخاضعين للعلاج (383) ألفا من الذكور و(353) ألفا من الإناث، علما بأن (220) ألفا من الذكور و(170) ألفا من الإناث لا يسيطرون على مرضهم. وأضاف د. السعران أن هناك دراسات طبيه أظهرت وجود ترابط بين تناول المشروبات الغازية يوميا وارتفاع ضغط الدم وكذلك ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم ومن هذه الدراسات دراسه في عام 2009 على الفئة العمرية (من 12 حتى 18 سنة) كما أن هناك دراسة مسحية أمريكية ربطت بين تناول هذه المشروبات والأذية الكلوية (والمتمثل في وجود زلال في البول) ولكن لا يعني هذا الترابط الى الجزم بأن تناول هذه المشروبات يعتبر سببا مباشرا لمرض ارتفاع ضغط الدم أو مرض الفشل الكلوي ولكنها تعتبر عاملا مساعدا لحدوث هذه الأمراض. وقد حذرت جمعيات طبية عالمية من أن يتجاوز تناول هذه المشروبات أكثر من علبة واحدة في الأسبوع (355 مل). كما تناولت دراسات أخرى العلاقة بين تناول المشروبات الغازية وحصوات الكلى حيث أظهرت بعض الدراسات علاقة طردية بينهما وذلك لاحتواء هذه المشروبات على نسبة عالية من حمض الفوسفوريك الذي يضاف إلى المشروبات لتحسين نكهتها كما تحتوي معظم هذه المشروبات على الفركتوز أو ما يدعى سكر الفاكهة الذي يعمل على تحلية المشروبات حيث إن الإفراط في تناول هذه المشروبات التي تحتوي على الفركتوز من أحد العوامل إلى تؤدي إلى حدوث السمنة وحصوات الكلى. من جانبها قالت أخصائية التوعية الصحية بسمة عبد الله قاضي ان دراسة حديثة اكدت أن المشروبات الغازية تحتوي على ما يعادل عشر ملاعق سكر، وهي كافية لتدمير فيتامين "b" الذي يؤدي نقصه في الجسم إلى سوء الهضم وضعف البنية والاضطرابات العصبية والصداع والأرق والتشنجات العضلية. وأشارت وفقا للدراسة إلى أن المشروبات الغازية تعمل على ضعف وهشاشة العظام، خصوصا في سن المراهقة، حيث تؤثر على الاسنان لأنها تحتوي على أحماض الفوسفوريك والكاربونيك التي تسبب تآكل طبقة المينا الحامية للأسنان، وأن المشروبات الغازية لا تحتوي على أي قيمة غذائية بالإضافة إلى احتوائها على سعرات حرارية عالية نتيجة وجود كميات كبيرة من السكر، كما أنها تسبب عسر الهضم، وذلك لاحتوائها على مادة البيكربونات وهي مادة قوية، تعمل على تقليل حمض المعدة الذي يلعب دورا هاما في عملية الهضم، فتفقد الكثير من الانزيمات الهاضمة قدرتها على الهضم لأنها لا تعمل إلا في وسط حمضي والمياه الغازية تغير وسط المعدة إلى قلوي، وأن المشروبات الغازية تصنع من مادة الكولا التي تحتوي على مادة الكافيين التي تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر، وزيادة الحموضة، كما تسبب مادة الكولا الأرق لدى الأطفال واضطرابات في النوم. الكبار والصغار معنيون ببرامج المشي لمحاربة البدانة فعاليات نظمتها جهات تطوعية لتفعيل رياضة المشي ضوئية للملف الذي خصصته ^عن أخطار مسببات السكري