أمس جرت مراسيم إعلان تأييد السلام بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل.. وقد مثل مملكة البحرين في التوقيع معالي وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف الزياني. وفي الوقت نفسه تمت مراسيم توقيع الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي حيث مثل الإمارات وزير خارجيتها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان. هذان الاتفاقان اعتبرهما المراقبون حدثاً تاريخياً واختراقاً شجاعاً باتجاه طريق السلام الشامل والأمن والاستقرار في المنطقة. بحكمة سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين المفدى ورؤيته الثاقبة.. وفي إطار التعاون البناء مع الإدارة الأميركية الحليف الاستراتيجي للبحرين تم الوصول إلى هذا الاتفاق التاريخي بهدف تبادل العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين البحريني والإسرائيلي لفتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية التي تتأسس على المصالح المشتركة للشعبين والبلدين بعيداً عن العداء والحروب والمقاطعة. القرار الذي اتخذته مملكة البحرين ودولة الإمارات وحكومة إسرائيل هو قرار استراتيجي يفتح مساراً جديداً لعلاقات وثيقة ومتطورة على مدى السنوات القادمة ويساهم في بناء مستقبل واعد ومشرق لشرق أوسط جديد تعلو فيه رايات السلام والتعاون واحترام الآخر. أكدت مملكة البحرين عدة مرات قبل الإعلان عن الاتفاق وبعده تأييدها للسلام بين العرب والإسرائيليين دون أن تتخلى عن دعم الشعب الفلسطيني الشقيق وتطلعاته المشروعة لإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدسالشرقية.. دون المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق كافة. ما تود البحرين أن تؤكد عليه دائماً أنها ستبقى تعمل من أجل إرساء السلام العادل والشامل في المنطقة، على أساس مبادئ وقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي ومبادرة السلام العربية. كما أننا نؤكد أن مملكة البحرين اختارت خيار السلام انطلاقاً من حقوقها السيادية كدولة مستقلة ذات سيادة تدرك أولوياتها وأهدافها ومصالحها السياسية والاقتصادية وفقاً للقانون الدولي.. ولا تقبل أن يملي عليها أحد مواقفها ونهجها السياسي الذي اختارته بإرادتها الوطنية وإدراكاً لمصالح شعبها وتعزيزاً لأمنها واستقرارها. وكلنا ثقة بقيادتنا الحكيمة ووقوف شعب البحرين العزيز بصلابة وقوة خلف قيادته واعتزازه بها. إن البحرين اختارت نهج السلام وانحازت إلى مصالحها السياسية والأمنية والاقتصادية لمواجهة التحديات والتدخلات الإيرانية في المنطقة ومنها شؤوننا الداخلية وكذلك كل التدخلات الخارجية، وقد تعززت بهذا الاتفاق تحالفات الاستراتيجية لحماية كيانها وهويتها ووجودها.. حفظ الله مملكة البحرين الحبيبة وقيادتنا الحكيمة من أجل مستقبل أفضل لشعبنا وأجيالنا القادمة. *سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية *حمود بن عبدالله آل خليفة