نظمت هيئة الأدب والنشر والترجمة لقاءً عن بعد بعنوان «أدب القصة القصيرة»، تحدث فيه الأديب الإماراتي سلطان العميمي، وأداره عبدالله الحواس، ضمن لقاءات حوارية تنظمها الهيئة وتبثها عبر قناة وزارة الثقافة في موقع يوتيوب. وتحدث العميمي في مستهل اللقاء عن بداية علاقته بالكتابة القصصية وهو على مقاعد الدراسة، في تجربة كانت الأولى والأخيرة آنذاك، تاركاً لهذا الوليد الإبداعي أن يتشكل في عقله الباطن على مهل، وأفرغ نفسه للاطلاع والقراءة لكل ما يكتبه القاصين للاستزادة والفهم، إلى أن أدرك جمال القصة وسحرها وبدأ يدون يومياته القابلة للترجمة الكتابية في أوراق مبعثرة كتبها لتبقى حبيسة أدراجه حتى قدر له اللقاء بالقاص جمعة اللامي الذي شجعه على قراءة عدة أعمال أمضى فيها العميمي ما يقارب الأربع سنوات، ليمسك بالقلم بعدها وينجز ما يقارب الستين قصة قصيرة، اختير نصفها كقصص جديرة بالنشر. وتطرق العميمي إلى التقنيات التي تكتب بها القصة موضحاً الفروقات بينها وبين الرواية التي تستظهر الفكرة والشخوص وتجسد المكان والزمان والأحداث بشكل مغاير لما تقتضيه القصة التي من أهم مقوماتها الإيجاز «مما يجعل لكل فن منهما أجواؤه الخاصة وطقوسه المختلفة»، موضحاً أن الرواية تحتاج إلى عزلة ووضع مخطط لكتابتها وفترة لإنجازها ومن ثم مراجعتها، بعكس القصة القصيرة التي ممكن كتابتها متى ما توفرت الفكرة. وأشار العميمي إلى عوالم الانفصال والاتصال بالذات التي ترتبط بالخيال والأحلام والتأملات، وتأثيرها على ما يكتب، وبروزها كسمة ثابتة مع كل فكرة جديدة. ذاكراً قصة «السقوط» التي كتبها في بداياته ولم يتخلص من أفكارها فيما بعد، حيث الأجواء التي اكتسبها وتأثر بها من خلال كتابات «بورخيس» ولم تبرح خياله يوماً. ولم يتفق العميمي مع مقولة «عربية القصة وغربية الرواية»، مؤكداً تأثير الأدب العربي على الرواية العالمية، حتى وإن أجحفت الدراسات الأجنبية حقها. مستشهداً بالأعمال الملحمية العربية التي لم يتم توضيح موقعها وتصنيفها عالمياً رغم تأثيرها البالغ، مثل ألف ليلة وليلة وسيرة بني هلال، والقصص المكثفة مثل جحا ونوادر الأعراب والمقامات العربية القديمة التي تحتوي على أفكار قصصية، حتى لو كتبت بطريقة السجع، مؤملا أن يعاد النظر في تعريف هذه الأجناس الأدبية واستقراء الإنتاج العربي عبر التاريخ.