إن الهيكلة الجديدة لوزارة السياحة بهيئتيها يدعو للتفاؤل، فمواطن التطوير ومكامن التحسين لهذا القطاع بكافة تفرعاته والتعاون مع الجهات الأخرى ذات العلاقة فرصة كامنة للنهوض به. انطلقتُ من الرياض إلى القصيم قبل شهر تقريبًا وبقيت في استراحتي هناك حيث الجو الممتاز آنذاك والتمور والفواكه التي أنعم الله بها علينا، أسأل الله أن يديمها ويرزقنا شكرها. بعدها اتفقت مع صديق عمري على أن نقوم برحلة إلى الطائف وبالتحديد (الهدا) وما إن علم أحد الأصدقاء إلا ودعانا أن نسكن في استراحته. هناك الجو جميل جدًا وفي آخر النهار ينشأ السحاب وتبدأ الغيوم وأحيانًا تهطل الأمطار وفي الحقيقة البلد كجو وطبيعة مهيأة للسياحة إلا أنها تنقصها مقومات السياحة فلقد رأيت خلقا كثيرا في المساء يوقفون سياراتهم ويبيتون خلفها بعضهم في العراء وبعضهم يستخدم خيامًا صغيرة ومعهم أدوات الطبخ ولكن لا خدمات حولهم مثل دورات المياه وأماكن الغسيل وخلافها! تخيل ماذا يخلفون؟ ثم إن بعضهم - هداه الله - يترك أثره في مكانه من فضلات ومناديل وغيرها. لست متخصصًا في السياحة ولكنني سائح أعرف مقوماتها لذلك اسأل! أليس من الممكن أن تُسهل وزارة السياحة أو الأمانة إقامة موتيلات بشروط أقل من الهوتيلات تكلفتها الانشائية أقل وبذلك يكون سعرها أقل؟ لا أبالغ أني سبق وأن سكنت بجوار بوتس قاردن في مدينة تامبا بولاية فلوريدا بخمسة وأربعين دولار فقط للغرفة (45) وهي عبارة عن غرفة واسعة ونظيفة جدًا بسريرين ودورة مياه. بقينا هناك أسبوaعا ثم قررنا زيارة صديق في الشقيق بمنطقة جازان وحضور عقيقة صديق آخر وتوكلنا على الله عبر الطريق الدولي. وقررنا بعد ذلك استئجار قارب للذهاب إلى جزيرة (ظهرة أحبار) حيث ذكروا أنها جميلة رغم صغرها 250م * 20م ولكن رملها أبيض جميل ذهبنا إلى محطة القوارب القديمة المهملة (مرسى الحافة) وانطلقنا بسم الله مجريها ومرسيها. وصلنا إلى هناك واستمتعنا كثيرًا في السباحة وجمال الرمل والبحر، ركبنا القارب وحاولنا اصطياد بعض الأسماك ثم انتقلنا إلى جزيرة (أحبار) وهي أيضَا جميلة لو وجدت عناية حيث تناولنا الغداء من السمك الذي اصطدناه. هذه الجزيرة جميلة فعلًا ولكنها مهملة فلا دورات مياه نظيفة وليس بها ماء ومطعمها ومقهاها قديم لا توحي لك بأي حال عن السياحة والاهتمام بالسياحة، ولكن هذا هو الموجود. عدنا إلى جيزان فاقترح علينا الأصدقاء الذهاب إلى العين الحارة (بالخوبة) وذهبنا إلى هناك ووجدنا فعلًا عينا كبريتية حارة يقول أصدقاؤنا إنها تستخدم للتشافي من بعض الأمراض ولكننا تسألنا لماذا لا تطورها الأمانة أو تُسلم لمستثمر يقيم حولها غرف ودورات مياه وتكون معلما سياحيا. اقترحوا علينا في اليوم التالي الذهاب إلى الجبل الأسود وما أدراك ما الجبل الأسود؟، جبال جميلة جدًا ودرجة الحرارة في أغسطس 22 درجة مئوية، ولكن هيهات أن تجد مكانا تجلس فيه وهنا أيضا تساءلنا، لماذا لا يُشجع السكان مثلاً على إنشاء بعض الغرف أو الاستراحات المطلة المتواضعة لتأجيرها للسُياح بأسعار معقولة ولأننا لم نجد مكانا نجلس فيه قرر أصدقاؤنا أن نذهب إلى وادي (لجب) لنطبخ الغداء ونتناوله هناك. فعلًا ذهبنا إلى ذاك الوادي الجميل ويوجد به شلالات طبيعية ماؤها بارد ولكنها أيضًا تحتاج إلى تدبير ليستفاد منها أكثر، وجدنا في الوادي مظلات جميلة يبدو أن الأمانة أوجدتها ودورتي مياه ومغاسل للرجال ومثلها للنساء ولكن تمنينا أنها أنظف وأن الماء متوفر بشكل أفضل. النظافة بشكل عام في منطقة جازان ملفتة للنظر فعلًا تخيل في هذا الوادي البعيد وجدنا عمال بلدية والمكان نظيف جدًا كما هو الحال في بقية مدن جازان وهذا أمر يشكر عليه من يقوم به. وللأسف، هناك ظاهرة أخرى في جازان بشكل عام وفي الجبل الأسود بشكل خاص وهي كثرة المطاب الصناعية والتي بعضها يشبه الجمل البارك في الطريق. لذا فإنني أسأل هل من وسيلة لإزالة تلك المطبات واستبدالها بمطبات إرشادية ولوحات تحذيرية؟!