بعض الناس يراودهم التفكير بأن يستقيلوا من العمل، ويكون هذا الشعور ملحّاً عند تعرضهم لموقف متأزم. إذا كنت واحدًا من هؤلاء فإنني أنصحك بألا تتسرع، وأن تراجع حساباتك وتقيِّم نفسك ومهاراتك الشخصية، ثم تقيِّم وظيفتك ومنشأتك، وتدرس الأسباب التي جعلتك تفكر في الاستقالة، وبعد ذلك تضع خطة زمنية واضحة للاستقالة، ثم تضع سيناريو لمستقبلك فيما بعد الاستقالة. اسأل نفسك أولًا: هل تعمل في المكان المناسب ولصالح المنشأة المناسبة؟ قد يحصل تغيير هيكلي إداري وأنت لم تعد جزءًا منه، أو يكون وضع الشركة الاقتصادي آخذًا في الانحدار منذ فترة طويلة نتج عنه تراجع في الأرباح، أو عدم وجود فرص للإبداع والتطوير، أو أنك لا تحصل على التدريب الكافي، أو أن الأشخاص الودودين قد غادروا المنشأة، أو إذا كان مديرك يتعمّد عدم تقديرك، إذا حصل شيء من ذلك فهذا يستوجب مراجعة نفسك والمنشأة التي تعمل بها، فربما كانت هذه الوظيفة رائعة في وقت ما، لكنها لم تعد كذلك. الوظيفة الجيدة هي التي تساعدك على النمو وتعلُّم أشياء جديدة، بحيث تشعر أن ما تنجزه هو مفيد ومقدَّر؛ لذلك يمكنك التفكير في الاستقالة إذا كنت تشعر أنك لا تتعلم ولا تقدم شيئًا ملموسًا يُرضي رغباتك، أو أن العلاوة السنوية لا تعجبك، أو أن مديريك يتجاهلونك، ولا يوكِلون لك المهام المناسبة، أو أنك تنجز أعمالًا لا تنال إعجاب رؤسائك، ولم تعد تستطيع التنبؤ بعد بالترقيات. يجب عليك قطعاً التفكير بالاستقالة إذا كانت وظيفتك الحالية تؤثر سلبًا على صحتك وحياتك خارج العمل، لكن احذر أن تضيع وقتك في البحث عن المخطئ وإلقاء اللوم عليه، وابدأ رحلة جديدة لتحديث سيرتك المهنية، وارسم خطتك لما بعد الاستقالة، ثم حدد الموعد المناسب للاستقالة، واكتب رسالة استقالة قصيرة تتضمن الثناء على المنشأة والمسؤولين. باختصار، إذا كنت تفكر جديًّا في الاستقالة من وظيفتك، فقم بعمل تحليل سريع من خلال الإجابة على الأسئلة التالية: هل تمثل المنشأة التي تعمل لصالحها مصدر قلق بالنسبة لك؟ هل الوظيفة نفسها هي المشكلة؟ أم ثقافة الشركة أو المنظمة هي المشكلة؟ هل الانتقال داخل الشركة سيكون الحل؟ أم أن الاستقالة كليًّا هي الحل؟ هل أنت مؤهل للإقدام على الخطوة التالية حتى تنطلق بقوة نحو مستقبلك المهني؟ وفق الله الجميع لما فيه الخير. * باحث في علوم وهندسة المواد