تطلبت رحلة بايرن ميونيخ إلى لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عقلية صارمة وتركيزا خلال موسم متقلب شهد عملية إصلاح شامل بالفريق. والفوز 1-صفر على باريس سان جيرمان الليلة الماضية لم يمنح اللقب الأوروبي السادس لبايرن فقط بل جعله أول فريق يفوز بكل مبارياته في دوري الأبطال خلال موسم واحد. وكان من المفترض أن يعتبر هذا الموسم انتقاليا لبايرن بعد مغادرة الجناحين المخضرمين آرين روبن وفرانك ريبري والمدافعين ماتس هوملز ورافينيا في 2019. وبدا هذا مؤكدا بعد تراجع بايرن للمركز السادس مبكرا في دوري الدرجة الأولى الألماني تحت قيادة المدرب نيكو كوفاتش. وفي ظل هشاشة الدفاع والاعتماد الكلي على روبرت ليفاندوفسكي كان من السهل جدا توقع محصلة موسم بايرن كما كانت الهزيمة المدمرة 5-1 أمام أينتراخت فرانكفورت المسمار الأخير في نعش كوفاتش ليحل مكانه هانز فليك في نوفمبر تشرين الثاني. وقال لاعب الوسط المهاجم توماس مولر الذي كان بديلا في فترة كوفاتش ثم توهج مع فليك "واصلنا المضي قدما في الموسم وكل فرد ساعد الآخر وكنا على استعداد لتصحيح أخطاء الآخرين". وأضاف "نتمتع بقدرات هائلة لكن هذا لن يجدي نفعا دون الاستعداد للمعاناة. عقليتنا صارمة". وبعد تسعة أشهر فقط تحت قيادته أصبح فليك ثاني مدرب ألماني يحقق الثلاثية وجاء ذلك في أول موسم له مع فريق بدوري الدرجة الأولى. وعبر توماس توخيل مدرب سان جيرمان عن انبهاره بجودة بايرن. وقال "إنهم في طريقهم ليصبحوا الفريق الأعظم في العالم. لديهم قدرات هائلة واللاعبون جددوا قوتهم فقط". وكان الجناح كينجسلي كومان من دلائل ثورة بايرن حيث سجل اللاعب الذي خلف ريبري في الجهة اليسرى هدف الفوز على سان جيرمان. وفاز بايرن بلقب دوري الدرجة الأولى الألماني في آخر 11 موسما باستثناء مرتين فقط وحقق ثمانية ألقاب متتالية في سباق من فرس واحد. وبعد أن سحق توتنهام هوتسبير 7-2 ورد ستار بلجراد 6-صفر في دور المجموعات اكتسح تشيلسي 7-1 في مباراتين بدور 16 ثم ألحق ببرشلونة هزيمة مهينة 8-2 في دور الثمانية لذا لم يكن من الحكمة الرهان ضد بايرن في فترة هيمنته الأوروبية. وقال قائد بايرن المعتزل مارك فان بوميل "هذه ليست بداية عصر جديد بل مرحلة بدأت منذ 2010 وينضم لاعبون جدد ويغادر القدامى ولكن تستمر النجاحات".