فارس الجويعد.. يقدّم شِعراً جزلاً صادقاً في حلاوة المعنى، وفي عذوبة المفردة، ويمتلك قدرة فائقة على التعبير عن ما يخفق في داخله، وعن تأثره بما حوله، ونجد في شِعره امتداداً للأصالة والجزالة. أبحرت بأحزاني وضيّعت مرساي أما خذاني الموج.. ولاّ عبرته يا قرب موتي لو تباعدت محياي ويا شينها قبري.. وبيدي حفرته ضيفنا اليوم في حوار الفضاءات تحدث ل»الرياض» بهذا الحديث الذي لا يخلو من الصراحة والفائدة والمتعة. * صف لنا مشاعرك عندما تبدأ في الشروع بكتابة القصيدة؟ * قبل البداية يتملكني إحساسها وأبداء بالبحث عن الهدوء حتى أنسى نفسي وأسافر مع الذات للبعيد وأسترسل في طباعة الإحساس على الورق لترجمة ما يختلج في الخافق من بوح ومشاعر. * هل تؤيد كشف المعنى في الشّعر خاصة أنه أصبح بعض الشعراء يفضلون ذلك؟ * ليس بالضرورة أن يعرف المتلقي أسرار القصيدة فهي من الخطوط الحمراء لدى الشاعر لكن البعض تجاوز خطوطه الحمراء وأصبح الأغلبية لا يملكون أسرار قصائدهم، وأنا طبعاً أرفض هذا الشيء. * كيف تنظر الآن لساحة الشِّعر في عصر التطوّر والانفتاح؟ * أرى الانفتاح والتطور شيئاً إيجابياً للشاعر بعد أن كانت الساحة ملكاً لبعض المتنفذين ومن يبحثون عن مصالحهم الخاصة. * كيف ترى الشهرة وبريق النجومية؟ * الشهرة والنجومية سلاح ذو حدين، إذا تمكنتا منك ستظهرانك بشكل سلبي وإذا تمكنت أنت منهما ستظهرانك بشكل إيجابي. * متى تكتب الشِّعر.. ومتى الشِّعر يكتبك؟ * أكتب الشّعر عندما أجبر على مناسبة معينة، ويكتبني الشّعر بدون استئذان ولا موعد. * ما أهم المحطات في مسيرة فارس الجويعد الشِّعرية؟ * مسابقة «شاعر العرب» وكانت من أجمل المحطات. * حدثنا عن مشاركتك في هذه المسابقة وفوزك بالمركز الثاني؟ * لم أكن أنوي المشاركة ولكن الصديق والأخ الشاعر الإعلامي خالد فيصل السبيعي طلبني وألح عليّ بالمشاركة وكانت المسابقة تدار بطريقة جميلة بدون محاباة لأحد بقيادة الأستاذ فايز بن دمخ، وهذا الشيء شجعني، كذلك الأخوة بين الشعراء كانت مستمرة حتى النهاية، وكان يتملكني الإحساس واليقين أنني أحد الثلاثة الأوائل وهو ما حصل بفضل الله -عز وجل-. * برأيك ما أصدق الشِّعر.. وأكذبه؟ * صدق الشّعر هو ما يدخل القلوب، وتتداوله الألسن، وأكذبه هو فرقعة يومين ويزول. * من تجده ينتصر في شِعرك: الحُبّ، الوطن، الألم؟ * إلى حد ما هو «الألم «. * المسابقات الشِّعرية هل خدمت الشِّعر أم العكس؟ * من وجهة نظري بعض المسابقات فقط خدمة الشّعر، والبعض الآخر استخدم الشّعر لمصالحه. * ما القصيدة التي لا تزال في ذاكرة فارس الجويعد؟ * قصيدة كتبتها بعنوان «حزّة الطيب»: من لا يقدر وقفتك حزّة الطيب سجّل علي رقمه خويي الندامه ومن لا يعدك درع وقت المطاليب حرام ترفع باللوازم مقامه خذ الكلام اللي عليه التجاريب الحرّ يكرم عن مقام الحمامه يا صاحبي لو كثروا بك عذاريب مالك على بعض الاوادم ملامه أشره على اللي يعرفون المواجيب اللي خواله ناشدينٍ عمامه خل الهقاوي في سماها عن العيب الرجل يفرض هيبته واحترامه ما كل من يزعل على حق ومصيب ولا كل من يرضى خذينا اهتمامه حنّا ربينا في مرابي هل الطيب اللي تميزهم وصوف .. وعلامه وان كان لبيوت المعزّه معازيب حنّا معازيب الوفا .. والكرامه * برأيك ما المعيار الحقيقي للقصيدة الناجحة؟ * في الوقت الحالي لم يعد هناك معيار حقيقي للقصائد الناجحة لا أعلم ما السبب هل ذائقة المتلقي تغيرت؟ أم أن جمهور الشّعر تغير!!. * بصراحة أيهما أكثر صدقاً شِعر الرجل أم المرأة من وجهة نظرك؟ * الصدق في الشّعر ليس له علاقة بالمرأة أو الرجل المهم أن يكتب الشّعر بدون تكلف. * من يعجبك من شعراء الأدب الشعبي؟ * الكثير لكن الذاكرة لا تحتفظ سوى القليل وأذكر منهم الشاعرين: سعد الحريص ومتعب التركي. * كنت أحد ضيوف مهرجان الشارقة للشّعر النبطي (16) حدثنا عن هذا الحضور وكيف وجدت المهرجان؟ * للأمانة من أجمل المهرجانات الأدبية والشّعرية في الخليج العربي، والأجمل هم القائمون عليه ومن خلال صفحة «الخزامى» أوجه لهم التحية والتقدير. * ما الأبيات التي لا تزال في الذاكرة؟ * هذه الأبيات وهي من نظمي: حنين الدرب في طول المساري يا بعد الشوح يمر الليل في جفون السهر والشمس موطنها تكاثر هالحكي فيني وفيني من المواجع بوح ليا مر الحنين وجابت الذكرى اماكنها عليها من الملام اللي تركني لاحكيت جروح اصد ولابغيت اسكت يسولف خافقي عنها تركت من الوله شيٍ بقي في صوتها المبحوح يسولف عن ذهاب الحلم واللي باقين منها عليها من الغلا عمرٍ قضيته بين روح وروح سقى الله يومها تسأل عن جروحي واطمنها * ما سبب اختيارك عنوان: «حكاية عمر» لديوانك المطبوع؟ * حاولت أن أختصر التجربة في اسم مختصر ولم أجد أجمل من «حكاية عمر». * آخر نص كتبه الشاعر فارس الجويعد؟ * نص بعنوان: «رعاك الله» رعاك الله يا حلم كتبه الله نصيب الغير وانا مالي عن المكتوب الا يالله الخيره مع ذاك الطريق اللي نهايته بلا تبرير رجعت ومن يرد العمر لاقفت به مخاسيره كبير اللي انكسر فيني ولاينفع معه تجبير ضياع الحلم وسنيني وكومه من معاذيره خويي الدرب لا ترسم حدودك والمدى تقصير تركت من الوجع ليلٍ يطول بحرف تعبيره سألتك وانت مسرف يا كريم الجرح بالتعبير وانا اللي ماقويت اجرح شعورك يوم تقصيره عرفت انك تبي الفرقا وصدّك مايبي تفسير يبور الحلم لا منك عرفت شلون تفسيره تركت لغيبتك تأويل كل اللي محال يصير ولا عاد بهالزمن شي تخاف شلون تغييره اذا كان الألم فتره ثمنها واقع التغيير تعداك الملام وشرهتك لاجبتها سيره * كلمة أخيرة؟ * أقدم باقتين من الورد: الأولى لجريدة «الرياض» الغراء والقائمين على صفحة «الخزامى»، والثانية للقراء الأعزاء، وأرجو أن يتقبلوا صراحتي كما هي.